قلت لحماري... أيها الحمار العزيز ما رأيك فيما يجري الآن؟ قال ناهقا.. في أي مجال تريد أن أحلل لك الوضع.. في الاستحمار الذي أعيش فيه أم في الاستدمار الذي يمارسه الحكام أم الثورة التي تصنعها الشعوب... قلت... كل ما قلته أيها الحمار تابع لبعضه، فلولا الاستحمار والاستدمار والثورة لما كانت الحياة.. قال... صحيح ما تقول ولكن أنا أريد أن أسألك عن شيء آخر.. هل نحن في بلادنا نحتاج إلى ثورة أم لا؟ وهل سينتفض الشارع يوما انتفاضة حقيقية؟ قلت.. آه منك أيها الحمار لقد وضعت يدك على الجرح الحقيقي ووجدتني أعيش بهذا السؤال.. أنهض وأنام عليه.. قال.. جاوب لا تهرب من الإجابة؟ هل سينتفض الشارع؟ قلت.. أنا معك أن الوضع متأزم ومتعفن ويدعو للتغيير الجذري ولكن يا حماري كرهنا من الدم.. سنوات الإرهاب جعلتنا نتخبط مثل الذبيحة وليس هناك عائلة واحدة لم تعاني من الموت.. قاطعني محتجا.. نعم نعم أفهم ذلك ولكن يجب أن تتغير الأمور.. قلت.. طبعا الفساد والسرقة والتوزيع غير العادل للثروات كلها جعلتنا نقنط و''نكرهو حياتنا''.. قال.. خاصة تلك الوجوه البائسة التي ما تزال تذكرنا بمقولة هنا يموت قاسي.. قلت.. لو كل منا أخذ حقه لن يحدث أي شيء.. قال.. أن تأخذ حقك الآن يجب أن تحارب السراق.. الحق أصبح يؤخذ بالقوة.. قلت.. آه لا تدخلنا في متاهات لا نعرفها.. أرجوك كن متعقلا.. قال صارخا.. كرهت من السياسة ولا تحدثني عنها مادمت تكره كلامي.. قلت.. هذا هو مستوى النقاش السياسي عندنا كله هرولة وصراخ..