أما دار ''الكتب'' للنشر والتوزيع، فقد تميزت بطرحها كتاب حديث من تأليف الكاتب الصحفي سامي كمال الدين، الذي يحمل عنوان ''شادية وثورة 25 يناير ,''2011 والتميز هنا في الفكرة وحداثتها، فالأمر لا يتعلق بمشاركة الفنانة الكبيرة في هذه الثورة بقدر ما يعنى بصوتها الذي كان يضمد جراحات الثوار، عبر أغنيتها الأثيرة ''يا حبيبتي يا مصر'' التي ظلت ''تميمة'' الثورة في ميدان التحرير. يقول سامي كمال الدين في مقدمة كتابه ''اشتعلت ثورة الحرية.. في 25 يناير واستمرت حتى 11 فبراير 2011 برحيل الرئيس مبارك، لم يجد شباب مصر صوتا غنائياً يعبّر عنهم مثل شادية في رائعتها ''يا حبيبتي يا مصر''، ولم يخل شارع من شوارع مصر ولا فضائية إخبارية أو اجتماعية من إذاعة هذه الأغنية، مرة على مشاهد مختلفة للقاهرة القديمة تتمثل في كوبرى قصر النيل ومختلف ميادين وسط القاهرة كالتحرير وطلعت حرب، وصور لنيل مصر العظيم ورجالاتها السمر الشداد، ومرة عبر مشاهد حديثة بالألوان لمصر، ومرات بصوت وصورة شادية في حفل محافظة الإسماعيلية. ويضيف كمال الدين: ''كنا حين ينتصف الليل في ميدان التحرير نصدح معها عبر صوتها بشجنه وعبوره إلى داخل قلوبنا، نتراقص على كلماتها ونحن نطلب العدل والحرية، كان الهتاف ''الشعب يريد إسقاط النظام'' يقابله في نهاية اليوم هتاف آخر ''بلادي يا أحلى البلاد يا بلادي.. يا حبيبتي يا مصر يا مصر''. ويستكمل كمال الدين ''يوم كانتا لقنابل المسيلة للدموع، التي لازلت أحتفظ بقنبلتين مكتوب عليهما فَِّّ َى ملفٍ، تخترق أنوفنا فتسيل كالطوفان وتصاب أعيننا بالاحتراق والاحمرار، كنا نردد ''يا حبيبتي يا مصر'' عبر التجاويف الداخلية لنا دون أن تخرجها ألسنتنا، وفي الثانية صباحاً وبعد يوم طويل من هناك جاءنا صوت شادية من الإذاعة الشعبية في الميدان يعلن أن مصر تستحق وتستحق وبكينا جميعاً والشجن يملأنا، ولكم وددت أن أهاتفها في هذه اللحظة.. أحكي لها كيف تعيد إلى الشباب بهجة الحياة التي كاد نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك أن يفقدها لهم، وهي المتشوقة دوماً لأن تعرف ما يجري في ميدان التحرير''. كانت شادية فرحة بما يحدث في ميدان التحرير ومبسوطة من شباب مصر.. أحفادها الذين يولدون من جديد، لكنها كانت بحاجة لأن تقنع من يستخدمون النار والهلع لأن يتوقفوا، هي تريد للورود أن تشرق على أرض مصر دائماً لكن دون نزيف.. دون دماء.. ولعل أكثر المشاهد ألماً في حياتها هذه الأيام مشهد الخيول والأحصنة، وهي تدوس الشباب، ومشهد الشهداء الشباب في ميدان التحرير وهم يهرولون فرارا من عصابات الأمن المركزي. هكذا يتنقل الكاتب بين شادية الصوت.. وشادية الإنسانة ، ليوثق للعلاقة الخاصة الوجدانية أو حتى السياسية بين شخصية الفنانة الكبيرة شادية وبين ثورة شباب 25 يناير.