يسعى الاعلام الحكومي في مصر للحاق برياح التغيير الذي احدثته "ثورة 25 يناير" بعد تنحي الرئيس مبارك عن السلطة وتولي الجيش ادارة شؤون البلاد. وقد أعرب اتحاد الاذاعة والتلفزيون الذي كان مقره محاصر بالألاف من المتظاهرين يوم الجمعة عن تهنئته للشعب ب"ثورته العظيمة النقية التى قادها خيرة شباب مصر" متعهدا بأن يكون التلفزيون المصرى "أمينا" فى رسالته مقدما إعلاما" راقيا منافسا " يليق باسم مصر وثورتها التى يشهد لها التاريخ بانها الأعظم في تاريخ الثورات. وأكد الاتحاد على أن التلفزيون المصرى ملك للشعب وفى خدمته وسيكون "معبرا عن آماله منحازا إلى الحقيقة دون سواها." كما رحبت صحيفتا "الاهرام" و"الجمهورية " الحكوميتان بالمرحلة الجديدة حيث كتبت الاهرام بالبنط العرض في صفحتها الاولى "الشعب اسقط النظام", "شباب مصر اجبر مبارك على الرحيل" و "المصريون يحتفلون حتى الصباح بانتصار اول ثورة شعبية في تاريخهم". وخصصت الجريدة ملحقا خاصا "هدية لشباب التحرير" حيث تساءل عبد المنعم سعيد رئيس مجلس ادارة الجريدة في افتتاحيتها " هل يستطيع جيل وائل غنيم (احد ابرز مطلقي المظاهرات) بكل ما سبق له من سمات ان يكون جزءا اساسيا من مستقبل مصر بعد ان كان سببا مهما في وضع نهاية لنظام استنفذ القدرة على اخذ البلاد الى الامام". وراحت جريدة الجمهورية الى ابعد من ذلك عندما تناولت افتتاحيتها ما رددته بعض التقاريرالاعلامية عن املاك مبارك واسرته تحت عنوان "70 مليار " . وقالت " من حقنا ان نعرف ثروته قبل وبعد المنصب " . وكتبت من جهتها جريدة" اخبار اليوم" الحكومية في صفحتها الاولى "ورحل مبارك" مخصصة الصفحة لكها لصورة الحشود في ميدان التحرير و وزير الدفاع وهو يصافح الجنود المرابطين بالميدان وكتبت "قواتنا المسلحة: انا السلطة " . وعكس الصحف الخاصة التي بدأت تتحدث عن "ثورة" الشباب من بدايتها فان الصحافة والاعلام الحكومي في مصر بدأ يغير من لهجته ومصطلحاته منذ الاسبوع الاخير من المظاهرات. واعتبر الكاتب الصحفي كما ل رمزي ان مسؤولية "وعرة" اسندت الى هذا الاعلام لتأكيد على "قوة النظام من ناحية وتشويه الثورة من ناحية ثانية" . وبالفعل فقد أجرت هذه الصحف والتلفزيون في بداية المظاهرات مقابلات مع كتاب او سياسيين ينددون بالمحتجين والمعارضين لمبارك ". وقال كمال رمزي ان الصحافة الحكومية "تحاشت" استخدام كلمتي الثورة او الثوار واستبدالها بكلمات من نوع احتجاج او مظاهرة والتقليل من حجمها و"خلق اعداء من داخل وخارج البلاد كان تزعم عن وجود مؤامرة كبرى لا تريد الاستقرار للوطن" .. او تتحدث عن "مندسين لهم اجندة خاصة" ..وغيرها . وأضاف ان استمرار الثورة دفع هذه الصحافة الى تقديم الوجوه" المستعدة لمسك العصا من الوسط. فتكيل المديح للثائرين وتؤكد في نفس الوقت انه ثمة استجابة للكثير من المطالب..." . وكتب عماد عريان في جريدة "الاهرام" ان "سقوط " الاعلام الحكومي في هذه الاحداث "ليس وليد اليوم وانما هو سلسلة من التطورات المتراكمة تمثلت في اختيار شخصيات يأتي ولاؤها السياسي والحزبي قبل ولائها للمهنة وقدراتهم الصحفية". غير ان محمد جمال احد ناشط حقوقي لخص الامر وقال "كيف لا تسقط هذه الصحافة وان أعلى المؤسسات الدينية كالازهر والكنيسة الأرثودوكسية وقفتا ضد هذه الاحتجاجات وطالبا الشباب بعدم المشاركة في المظاهرات.