وصفت مصادر قيادية من حركة التقويم والتأصيل في جبهة التحرير الوطني (الأفلان) نية عبد العزيز بلخادم في لمّ شمل الحزب وإطاراته ''بغير الصادقة''، مستدلة بتجنبه الاتصال الشخصي مع قيادات الحركة، ''الأمر الذي لم يكن يتحرج منه قبل الإعلان عن إنشاء التقويمية، مفضلا أيضا، في الاجتماع الأخير الذي دعا إليه بالوكالة، الاستنجاد بالبنفليسيين''· في نظر التقويميين، فإن ''الالتزام بالحوار شعار ردده بلخادم عديد المرات دون أن يستشعر قوته لو وضعه حيز التنفيذ''· كما يرون أن الاتصالات بالوكالة التي يكلف بها أشخاص من محيطه ''هي إبداء لعدم الاحترام لأشخاص يفوقونه خبرة ونضالا في جبهة التحرير الوطني، وهو ما دفع، في إحدى المرات، أحد القياديين البارزين في الجبهة إلى رد دعوة بلخادم قائلا لوسيطه: ''إذا أراد بلخادم حقيقة أن يلم الشمل، على الأقل عليه أن يتصل شخصيا بمن يراهم مناسبين لذلك''· وأبرز المصدر أن مثل هذه الأساليب أصبحت مزعجة ومقلقة ''تدفع إلى التشكيك في نية بلخادم في لمّ شمل الحزب، إذ لا يمكننا أن نعرف حقيقة ما إذا كان بلخادم يريد دعوتنا أم أن أشخاصا من محيطه يريدون بمفردهم أن يقوموا بالأمر''· وفي تبرير الموقف من رفض دعوة بلخادم الأخيرة لاجتماع ''ينظر في قضايا البلاد الحساسة، أُرسلت بشأنه إشارات في الكواليس تدل على إنشاء لجنة حكماء''، يذهب التقويميون إلى غاية اتهام الأمين العام للأفلان بتمييع المواعيد الهامة، إذ ''يعتبر بلخادم أنه من الضروري الاحتياط من مدعويه بالرغم من إعلانه النية في لمّ الشمل، وهما أمران لا يلتقيان''· ويتساءل محدثنا ''كيف نستدعي مناضلين من حجم صالح قوجيل ومحمد الصالح يحياوي والهادي لخديري والشريف خروبي والعربي زبيري لمناقشة مواضيع أعلن عن موقفه وموقف الحزب منها مسبقا، دون العودة إلى مكتبه السياسي أو مناقشتها في اللجنة المركزية التي يعتبرها شرعية، فهذا انقلاب حتى على المؤسسات التي تدين له بالولاء، وهو ما يجعل ثقتنا فيه تهتز باستمرار، وتوحي دعوته بأن الهدف فقط الاستدراج للاستهلاك الإعلامي''· علاوة على ذلك ''حتى الذين حضروا إلى الاجتماع الأخير ومنهم الأمين العام الأسبق بوعلام بن حمودة لم يكن ليحضر لولا أن ذهب إليه أحد أقرب المقربين من بلخادم وعضو بارز في المكتب السياسي إلى منزله''· واعتبر المصدر استنجاد بلخادم بالبنفليسيين لجعلهم في لجنة العقلاء ''من أمثال مصطفى معزوزي والصادق بوقطاية وعبد المجيد عز الدين وعلي صديقي وتوسيع اللجنة من 20 اسما مقترحا إلى خمسين عضوا''، بعد أن عرف أن التقويميين لن يستجيبوا لدعوته، ''إنما هي أساليب لا تخدم نيته في الإصلاح، إن وجدت، وإذا كان هؤلاء -مع احترامنا للجميع في لجنة العقلاء- فأي محل يوضع فيه عبد القادر بونكراف وعبد الحميد مهري ومحمد بوخالفة وصالح قوجيل والصالح يحياوي الذين لم يتصل بهم بلخادم للتباحث معهما؟