هاجم عدد من الأعضاء القياديين في ما يسمى ب«حركة التأصيل والتقويم» في حزب جبهة التحرير الوطني، الأمين العام «عبد العزيز بلخادم» على خلفية التصريحات التي أدلى بها مؤخرا بخصوص تقييم الوضع السياسي للبلاد، وقالوا إنه كان أولى له أن يهتم ب«الوضعية المتدهورة» التي يمرّ بها الحزب بدل الخوض في مسائل أخرى، مثلما انتقدوه لعدم استشارة مؤسسات الأفلان في هذا الأمر. رفض عدد من الأعضاء القياديين في حزب جبهة التحرير الوطني المنضوين تحت لواء «حركة التقويم والتأصيل»، الدعوة التي وجّهها لهم الأمين العام للأفلان بتاريخ 13 مارس من أجل الحضور إلى أشغال لقاء تشاوري حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد، وبرّر ذلك من منطلق الطريقة التي تعامل بها «بلخادم» مع عدد من الملفات التي تُعنى بهذا الملف تحديدا. وحسب ما جاء في مضمون بيان حمل توقيع «صالح قوجيل»، العضو السابق في أمانة الهيئة التنفيذية، المكتب السياسي وفق التسمية الحالية، فإن رفضهم حضور هذه الندوة التي انتهت أمس بانتخاب أعضاء «لجنة العقلاء»، له العديد من المبررات التي يأتي على رأسها انفراد الأمين العام باتخاذ مواقف من كل ما يجري في الساحة الوطنية دون العودة إلى استشارة الإطارات والمناضلين. وللتوضيح أكثر تابعت الوثيقة التي اطلعت عليها «الأيام» بأنه «نظرا لما صدر عنكم شخصيا (بلخادم) من تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية والتي تداولتها وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، عبّرتم من خلالها عن الموقف الرسمي للحزب إزاء القضايا المصيرية للبلاد حاضرا ومستقبلا» ولذلك «فإنه يتبيّن أنكم قد فصلتم في الموقف الرسمي للحزب، وعليه فإنه لا جدوى من أي لقاء تشاوري يأتي بعد اتخاذ الموقف والإعلام عنه». وأكثر من ذلك فإن بيان الحركة التقويمية ذهب إلى حدّ وصف الوضعية الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني ب «المتدهورة»، ورأى أنه كان لزاما على القيادة الحالية وعلى رأسها «عبد العزيز بلخادم» الاهتمام بهذا الأمر أكثر من أي شيء آخر، وأضاف أن «الحزب يعيش حاليا وضعية تشتّت في صفوف مناضليه على كل المستويات، الأمر الذي يفرض علينا جميعا العمل على تداركه وتصحيح مساره حتى يستعيد مكانته ويكون طرفا فعالا وأساسيا لمواكبة التطورات الجارية حولنا..». وبناء على كل هذه الأسباب والمعطيات رأى الأعضاء القياديون في الأفلان «استحالة تلبية الدعوة» من أجل المشاركة في هذا اللقاء التشاوري، على أساس أن «الموقف الموحد والمسؤول للحزب والذي يساهم في دعم الاستقرار في البلاد» لم يتم احترامه من الأمين العام «عبد العزيز بلخادم» بعد تصريحاته الأخيرة، وهو ما دفع أصحاب البيان إلى التأكيد أن «الإخوة القياديون يتأسفون لتضييع مرة أخرى فرصة معالجة مشاكل الحزب والمساهمة في إيجاد حلول للقضايا التي تهم البلاد». وتعليقا على هذا البيان أورد النائب بالمجلس الشعبي الوطني «محمد الصغير قارة»، القيادي في حركة التقويم والتأصيل، بأن الأولوية الآن هي إصلاح أوضاع الأفلان قبل الخوض في أي نقاش آخر، مؤكدا في تصريح للصحفيين أمس على هامش مناقشة مشروع القانون المتعلق بالبلدية، أن «حزبنا أصبح، مع الأسف، لا يساير التحوّلات وحتى الأحزاب المجهرية تتحرّك أفضل منا بكثير»، منتقدا تحوّل الحزب العتيد إلى الوجهة المفضّلة لرجال المال والأعمال.