قال ثوار ليبيا إن مقاتليهم وصلوا وسط مدينة مصراتة شرق العاصمة طرابلس، وإنهم يتأهبون لدخول مدينة أجدابيا جنوب بنغازي شرقي ليبيا، في الأثناء اتفق حلف شمال الأطلسي (ناتو) على تولي قيادة العمليات العسكرية بليبيا· ففي مصراتة غرب ليبيا، قال الناطق باسم شباب ثورة 17 فيفري عبد الباسط بو مزيريق إن اشتباكات دارت، أول أمس الخميس، مع كتائب معمر القذافي بالمدينة تمكن خلالها الثوار من قتل ثلاثين من القناصة الموجودين على أسطح المباني والتضييق على الباقين بعد نسف السلالم· وأضاف بومزيريق أن حشودا أخرى لكتائب القذافي تتمركز في ضواحي مصراتة تعد العدة للهجوم على المدينة والسيطرة عليها، مستدلا على ذلك بانضمام مجموعات عسكرية إليها أول أمس· وقال إن هذه الكتائب تستخدم أهالي المدينة دروعا بشرية لتفادي الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي، مشيراً إلى أن أخبار هؤلاء الأهالي انقطعت عنهم منذ عدة أيام مشتبها بحصول مجازر في صفوفهم· وعبر بومزيريق عن اعتقاده بأن ما أعلنه طبيب في مصراتة عن مقتل 109 أشخاص وإصابة نحو 1300 خلال أسبوع من المعارك بالمدينة يقل كثيرا عن العدد الحقيقي للقتلى والجرحى· من جهته، قال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري العقيد أحمد باني إن الثوار دمروا دبابة تابعة لكتائب القذافي من أصل 39 حاولت اقتحام مصراتة، مؤكدا أن ميناء المدينة ما زال تحت سيطرة الثوار· على صعيد آخر، أشار باني إلى أن الثوار تنقصهم أسلحة لمواجهة كتائب القذافي، وقال إن الثوار لا يحتاجون إلى مستشارين أو قوات أجنبية للتدخل نيابة عنهم، وإنما يحتاجون أسلحة وذخيرة على رأسها مضادات للدبابات لوقف تقدم المدرعات الثقيلة إضافة إلى معدات اتصال· وفي أجدابيا غرب بنغازي قال العقيد باني إن الثوار يحاولون اقتحام المدينة من عدة جبهات، وقد تمكنوا من الوصول على بعد كيلومتر واحد من مدخلها الشرقي بعد ''معركة شرسة'' جرت، صباح أول أمس، تم خلالها تدمير مجموعة من السيارات التابعة للكتائب· وأكد وجود مفاوضات مع مرتزقة من الكتائب أرسلوا وساطة عبر إمام مسجد بأجدابيا طلبوا فيها الاستسلام والتخلي عن أسلحتهم مقابل السماح لهم بمغادرة المدينة دون التعرض للمساءلة، مشيراً إلى أن المجلس العسكري رفض ذلك وطالب المرتزقة بتسليم أنفسهم للحصول منهم على المعلومات المتعلقة بأسلحة الكتيبة التي كانوا ضمنها· من جهته، قال قائد الجيش الوطني التابع للثوار اللواء الركن خليفة خفتر إن الوضع بأجدابيا سيُحسم خلال فترة قصيرة، مشيرا إلى أن ما اضطر الثوار لعدم دخولها حتى الآن هو أن الجنود التابعين للقذافي الموجودين بالمدينة طلبوا إمهالهم بعض الوقت لتسليم أنفسهم· وفي الزنتان بمنطقة الجبل الغربي قال باني إنها كانت مطوقة بالكامل حيث هاجم الثوار الكتائب ودحروها إلى مسافة 30 كلم خارج المدينة· وأوضح أن الثوار أسروا 15 جنديا من جنود الكتائب بالزنتان، كما تم الاستيلاء على ثلاث دبابات وسيارتين تحملان قذائف مدفعية ومدرعة تحمل منظومة دفاع جوي، وتم أيضا تدمير خمس دبابات وسيارة لنقل الجنود· وفي إطار آخر نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أنه تم التوصل أمس إلى ''اتفاق سياسي'' بين أعضاء حلف الناتو كي يتولى الناتو في غضون بضعة أيام كل العمليات العسكرية في ليبيا وليس فقط منطقة الحظر الجوي· وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الاتفاق تضمن أن يدرج الحلف ''ضمن مهمته وتحت قيادته جميع الجوانب الأخرى'' للقرار الدولي رقم 1973 ''بالعمل مع أكبر عدد من الشركاء'' الذين من الممكن إيجادهم· ويتعارض هذا التصريح مع إعلان أمين عام الناتو أندرس راسموسن بوقت سابق أمس أن أعضاء الحلف اتفقوا على تطبيق منطقة حظر طيران في ليبيا لحماية المدنيين، وأن الحلف لن يتولى القيادة الكاملة لكل العمليات العسكرية هناك بحيث تبقى الضربات على الأرض من نصيب الائتلاف الدولي· وقد قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن تنسيق العملية العسكرية بليبيا يجب أن يبقى بشكل أساسي سياسيا حتى وإن رسا على آليات لحلف الأطلسي·