هزت انفجارات العاصمة الليبية طرابلس بعد تعرضها لموجة جديدة من القصف، بينما أفادت مصادر أميركية رسمية بأن مقاتلة أميركية من طراز إف 15 سقطت أمس الثلاثاء في ليبيا. ومن جهة أخرى صعدت الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي هجماتها على مصراتة وأجدابيا والزنتان. وقال المتحدث باسم قوات القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا فينس كرولي إنه من المعتقد أن يكون سقوط الطائرة بسبب نيران من قوات معادية، مؤكدا نجاة أحد الطيارين. بيد أن مراسل صحيفة ديلي تلغراف قال إن السبب عطل فني نجم عنه هبوط اضطراري بأحد الحقول مما أدى لتحطم الطائرة. وأضاف أن الطيارين نجيا وهما في أيدي الثوار الليبيين. وتعرض التلفزيون الحكومي وعدة مواقع أخرى بطرابلس للهجوم أول أمس الاثنين في إطار حملة أقرها مجلس الأمن الدولي لفرض حظر طيران وحماية المدنيين من قوات القذافي. كما قصفت قوات التحالف منشآت الرادار بقاعدتين للدفاع الجوي لقوات القذافي، وتقع القاعدتان إلى الشرق من معقل المعارضة المسلحة في بنغازي. مصراتة وعلى صعيد المواجهات بين كتائب القذافي والثوار، قصفت دبابات بشكل عنيف وسط مدينة مصراتة مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين بينهم أربعة أطفال من عائلة واحدة، في وقت شلت فيه هذه الكتائب خارج مصراتة بسبب القصف الجوي للتحالف الدولي. وأفاد عضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة ال17 من فبراير بمصراتة عبد الباسط أبو مزيريق بأن قناصة الكتائب الأمنية ومدرعات اتخذت من مستشفى مصراتة المركزي ?وهو طور البناء والتجديد- مركزا لها تسلط منه نيرانها على المدنيين. وأضاف أن هذه القوات أوقعت أكثر من أربعين قتيلا ومائتي جريح يوم أمس بعد أن توجه الأهالي بمسيرة سلمية إلى وسط المدينة، ووجه نداء من الأهالي لتوفير مستشفى عائم يرسو بميناء المدينة الذي يسيطر عليه الثوار لإسعاف العدد الكبير من الجرحى. كما تحدث محتجون من أهالي مصراتة عن تحركات لقوات القذافي لجلب مدنيين من بلدات مجاورة لمصراتة لاستخدامهم دروعا بشرية، كما تمنع السلطات الصحفيين من الوصول إلى مصراتة التي تبعد نحو مائتي كلم شرق طرابلس. الزنتان وقد شهدت الزنتان غربي ليبيا معارك عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي، التي تحاصر المدينة من ثلاث جهات. وقال شهود عيان لرويترز إن المدينة تعرضت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين لقصف عنيف. كما قال شهود للجزيرة إن دبابات تقصف مناطق جنوبية في الزنتان وتهدم المنازل. كما تتمركز الدبابات التابعة للقذافي لمنع خروج سيارات الإسعاف من المدينة باتجاه الحدود التونسية. وذكرت رويترز أن الزنتان تشهد نزوحا جماعيا من جانب السكان باتجاه الكهوف الجبلية هربا من القصف. ونقلت رويترز عن أحد سكان البلدة أن عدة منازل دمرت وسقطت مئذنة مسجد, بينما أرسلت الكتائب قوات جديدة لمحاصرة المدينة التي توجد حولها أكثر من أربعين دبابة. ووصف الصحفي السويسري غيتان فاناي لرويترز القصف بأنه الأعنف منذ ثلاثة أيام. أجدابيا بيد أن الحال مختلف في أجدابيا فقد وصل الثوار إلى مشارفها، سعياً لاستعادة السيطرة عليها. غير أن مراسل الجزيرة أفاد بأن الكتائب ما زالت تتحصن عند مداخل المدينة، رغم الضربات الجوية التي سددتها قوات التحالف إليها. وأفاد المراسلون أن الأحياء الغربية للمدينة تعرضت لقصف بالدبابات وراجمات الصواريخ, مشيرا إلى تدمير العديد من المنازل. وتحدث عن نزوح أعداد من السكان هربا من المعارك. وفي بنغازي أفاد مراسل الجزيرة باعتقال أعداد كبيرة من عناصر اللجان الثورية بينهم كوادر قيادية. كما أفاد عن وجود تنسيق بين المجموعات المسلحة الثورية والمجلس العسكري الانتقالي لتوحيد المسلحين تحت قيادة مشتركة. وتتعرض منطقتا جالو وأوجلا جنوب غرب ليبيا لهجوم من كتائب القذافي حيث تتجه نحوها أكثر من ثمانين آلية محملة بالأسلحة. تراجع العمليات ومن جهة ثانية, قال قائد القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا الجنرال كارترهام، إنه سيتم توسيع منطقة الحظر الجوي التي وافقت عليها الأممالمتحدة فوق ليبيا. ولم يحدد الجنرال موعداً لذلك مكتفياً بالقول إن ذلك سيكون قريبا. وقال إن الأيام المقبلة ستشهد تراجعا بوتيرة الهجمات، مضيفا أن المهمة العسكرية بليبيا واضحة للغاية وليست لديه أوامر بمهاجمة العقيد مباشرة. وأضاف أن قوات التحالف لا تسعى لتدمير الجيش الليبي بصورة تامة، ولا تستهدف إلا من يتحدون التفويض الدولي بفرض منطقة حظر الطيران. كما شدد على أن التحالف يسعى لحماية المدنيين لا لتوفير دعم جوي لقوات المعارضة. وقد نفذت طائرات عسكرية كندية أولى مهامها فوق ليبيا مساء الاثنين, وقال وزير الدفاع بيتر ماكاي إن بلاده مستعدة لإرسال مزيد من الطائرات إلى المنطقة إذا ما اقتضت الضرورة. كما أعلن التلفزيون الرسمي اليوناني أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول يمكن أن تشارك بدءا من غد الأربعاء في العمليات العسكرية على ليبيا، انطلاقا من جزيرة كريت جنوبي اليونان. وستكون حاملة الطائرات -التي تعمل بالطاقة النووية وتحمل عشرين طائرة ما بين مقاتلة ومروحية- برفقة عدد من السفن الحربية الأخرى، وفق ما ذكره التلفزيون الرسمي اليوناني استنادا إلى مصادر بوزارة الدفاع اليونانية. كما أرسلت النرويج ست مقاتلات من طراز إف-16 في إطار مساهمتها بالعملية الجارية لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. لكن وزيرة الدفاع جريت فاريمو قالت إن المقاتلات لن تشارك بعمليات فعلية إلا بعد أن تتضح قواعد الاشتباك.