قوات التحالف تسلم "الناتو" قيادة العمليات العسكرية في ليبيا - قصف مدينة سبها مسقط رأس القذافي لأول مرة كثف التحالف الدولي أمس عملياته ضد قوات القذافي حيث شن ضربات جوية جديدة بمحيط طرابلس، كما نفذ غارات مكثفة على معقل قبيلته بمدينة سبها وسط البلاد واستهدف خلالها قاعدة جوية بالمدينة، كما شوهدت طائرات حربية تحلّق فوق مدينة أجدابيا أمس الجمعة تبعته أصوات ثلاثة انفجارات وقال مقاتلون من المحتجين أن ضربات جوية أصابت قوات القذافي هناك، فيما أكد مراسل وكالة "رويترز" أنه شاهد أعمدة من الدخان قرب الطريق الشرقي المؤدي إلى أجدابيا . وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمريكي كبير أنه تم التوصل إلى اتفاق سياسي بين أعضاء حلف "الناتو" كي يتولى الحلف في غضون بضعة أيام كل العمليات العسكرية في ليبيا وليس فقط منطقة الحظر الجوي، وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الاتفاق تضمن أن يدرج الحلف ضمن مهمته وتحت قيادته جميع الجوانب الأخرى للقرار الدولي رقم 1973 بالعمل مع أكبر عدد من الشركاء الذين من الممكن إيجادهم كما أضاف، وهو التصريح الذي يتعارض حسب ملاحظين مع إعلان أمين عام الناتو أندرس راسموسن في وقت سابق أن أعضاء الحلف اتفقوا على تطبيق منطقة حظر طيران في ليبيا لحماية المدنيين، وأن الحلف لن يتولى القيادة الكاملة لكل العمليات العسكرية هناك بحيث تبقى الضربات على الأرض من نصيب الائتلاف الدولي، أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فاقل إن تنسيق العملية العسكرية بليبيا يجب أن يبقى بشكل أساسي سياسيا حتى وإن رسا على آليات لحلف الأطلسي، وقد أعلن مدير الأركان الأميركية المشتركة الأميرال بيل غورتني أول أمس الخميس أن أكثر من 350 طائرة للتحالف تشارك بالعمليات الجوية بليبيا أكثر من نصفها أمريكية، وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية تييري بركار في لقاء مع الصحفيين أن مقاتلات فرنسية أطلقت صاروخ جو أرض على طائرة حربية ليبية ودمرتها بعد هبوطها بمطار مصراتة، كما أعلن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أن غواصة بريطانية أطلقت عددا من صواريخ توماهوك على أنظمة الدفاع الجوي الليبية، في حين أكد الضابط الكبير بسلاح الجو غريغ باغويل لوسائل إعلام بريطانية أن الطيران الليبي لم يعد موجودا كقوة قتالية. من جهة أخرى قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي أمس الجمعة أن التخطيط لعملية فرض حظر طيران فوق ليبيا افترض أن تستمر المهمة ثلاثة أشهر وأنه يمكن أن تمدد هذه الفترة أو تقلص طبقا للمطلوب وقال المسؤول أن معظم الافتراضات التخطيطية تقوم على أن تستمر العملية ثلاثة اشهر مع إمكانية تمديدها إذا تطلب الأمر ذلك . وفي الوضع الميداني تمكن المحتجون من الوصول إلى وسط مدينة مصراتة شرق طرابلس، حيث قال الناطق باسمهم هناك أن اشتباكات دارت أول أمس الخميس مع كتائب القذافي تمكنوا خلالها من قتل ثلاثين من القناصة الموجودين على أسطح المباني والتضييق على الباقين منهم، وأضاف أن كتائب أخرى تتمركز في ضواحي مصراتة وتعد العدة للهجوم على المدينة والسيطرة عليها حيث انضمت إليها مجموعات عسكرية، مشيرا إلى أنها تستخدم أهالي المدينة دروعا بشرية لتفادي الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي، في ضل انقطاع أخبار هؤلاء الأهالي عنهم منذ عدة أيام دون أن يستبعد حصول مجازر في صفوفهم، وأكد أن الإحصائيات التي تتحدث عن مقتل 109 أشخاص وإصابة نحو 1300 خلال أسبوع من المعارك في مصراتة تقل كثيرا عن العدد الحقيقي للقتلى والجرحى، كما أكد قائد ميداني للمحتجين أنهم تمكنوا من تدمير دبابة تابعة لكتائب القذافي من أصل 39 حاولت اقتحام مصراتة، موضحا أن ميناء المدينة ما زال تحت سيطرة المحتجين.وفي أجدابيا غرب بنغازي مازال المحتجون يحاولون اقتحام المدينة من عدة جبهات، وقد تمكنوا من الوصول إلى بعد كيلومتر واحد من مدخلها الشرقي بعد معركة عنيفة جرت صباح أول أمس تم خلالها تدمير مجموعة من السيارات التابعة لقوات القذافي، وحسبما أكده قائد للمحتجين في مؤتمر صحفي ببنغازي فإن هناك مفاوضات مع مجموعة من مرتزقة القذافي أرسلوا وساطة عبر إمام مسجد بأجدابيا طلبوا فيها الاستسلام والتخلي عن أسلحتهم مقابل السماح لهم بمغادرة المدينة دون التعرض للمساءلة، مشيراً إلى أنه تم رفض ذلك وطلب من المرتزقة تسليم أنفسهم للحصول منهم على المعلومات المتعلقة بأسلحة الكتيبة التي كانوا ضمنها. وفي الزنتان بمنطقة الجبل الغربي قال شهود أنها كانت مطوقة بالكامل حيث هاجم المحتجون الكتائب ودحروها إلى مسافة 30 كلم خارج المدينة، كما تمكنوا من أسر 15 جنديا من جنود القذافي بالزنتان، كما تم الاستيلاء على ثلاث دبابات وسيارتين تحملان قذائف مدفعية إضافة إلى مدرعة تحمل منظومة دفاع جوي، فيما تم تدمير خمس دبابات وسيارة لنقل الجنود.من جهتها شنت قوات القذافي أمس الجمعة حسب شهود عيان هجوما عنيفا على البوابتين الشرقية والغربية لمدينة أجدابيا وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من هناك، فيما أكدت مصادر أخرى أن المعلومات التي تناقلتها صحف ومواقع عن مقتل خميس القذافي صحيحة مضيفة أنه قتل في غارة على باب العزيزية في طرابلس مقر العقيد القذافي.