كتبنا في وقفة ''روطروفيزور'' على العديد من الشخصيات الرياضية من مدربين ولاعبين ورؤساء، وحتى الأنصار، واليوم يجب أن نكون منصفين في كتاباتنا عبر جريدة ''الجزائر نيوز'' الموقرة ونتذكر شخصية ليست ككل الشخصيات إنه مختار لعريبي، رحمه الله، صاحب المواقف الصارمة وصاحب الكلمة الجريئة وأحد صانعي منتخب جبهة التحرير الوطني ,1957 وكان أول مدرب له خارج الوطن، دفاعا على الألوان الوطنية والتعريف بالثورة المظفرة إلى أن جاء الاستقلال· لعريبي الذي ولد بالحي الشعبي قرب المحطة بسطيف عام 1924 إلى أن أصبح شبلا قادرا على العطاء في شبابه، فدخل عالم الكرة المستديرة والتي كان يعشقها حد النخاع، حيث لعب مع اتحاد سطيف في صنف الأشبال إلى أن التحق بالعميد بالعاصمة عام 1943 ليفوز معه باللقب الوطني، لكن حبه للكرة لم يتوقف داخل الديار بل اقتحم عالم الإحتراف، فكانت الوجهة فرنسا أين تقمّص ألوان الفريق الفرنسي ''سات'' لمدة طويلة، بعدها تحول إلى فريق ''نادي كان'' ثم لانس، وهو في أوج العطاء كلاعب محترف، بعد هذه الرحلة في قلب فرنسا عاد إلى الوسط المغاربي، فكانت الوجهة تونس، حيث أسندت له مهمة تدريب حمام الأنف، لكنه لم يمكث طويلا بالخضراء، فعاد من جديد إلى فرنسا سنة ,1957 ليلعب في تلك الفترة في نادي افنيون· هذا التاريخ يبقى منقوشا في قلوب كل الجزائريين لأنه تاريخ رمز فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم بعد هذه الرحلة التاريخية، عاد مختار لعريبي إلى أرض الوطن محملا بالإستقلال، فأسندت إليه مهمة تدريب الوفاق من 1962 إلى غاية ,1989 توج مع الوفاق بأول كأس للكرة الجزائرية سنة 1962/ ,1963 وهو الموسم الذي لم ينهزم فيه الوفاق مع شيخ المدربين في زمانه لعريبي، بعد هذه الكأس التي فتحت الشهية لمختار وأشباله على غرار مسعودي خرشي، خميشه، صالحي، فعفع، والآخرين، حيث تمكن الوفاق من حصد ثلاث كؤوس أخرى، وكأس الأندية البطلة، فضلا عن بطولتين وطنيتين، وكأس رابطة الأبطال الإفريقية، إضافة إلى تكوين جيل من طينة الكبار، على غرار الإخوة صالحي والحارس شنيتي، مع تشجيعه لكل الأجيال دون تمييز عندما كان مدربا للوفاق الذي صنع منه فريقا كبيرا تهابه جميع الأندية نظرا للمشتلة التي كان يضمها من اللاعبين المتميزين والذين ذكرناهم ونوهنا بمكانتهم ومكانة المرحوم لعريبي الذي وافته المنية في (4) سبتمبر 1989 بمنزله بحي بومرشي رحم الله شيخ المدربين إنما أعماله تبقى تشهد على مسيرته الحافلة بالإنجازات التاريخية والكروية من 1957 إلى ,1989 وعندما تتصفح مسيرته لا تكفي هذه الوقفة وإنما هي مساهمة منا للتعريف بهذا الرجل الذي وضع في طي النسيان ولم تنظم له دورة كروية تليق بمقام هذا الأسطورة منذ وفاته وإلى حد قراءة هذه الوقفة، لأن الكبار لا يموتون أبدا··