حماري فعلا يتسم بالغباء المطلق ولكن في بعض الأحيان يتوصل إلى تحليل الأمور بدقة متناهية تستدعي إعجابي به وتقديري لأفكاره الصائبة·· وبعد أن أكمل ضحكته الجنونية التي كادت تهز الجدران قال·· فعلا حكومتنا محتالة··؟ صحت في وجهه وقلت له·· اخشى ربك أيها الحمار·· وتعلم كيف تضع كلماتك في نصابها الحقيقي·· ضحك من جديد مستهزءا وقال·· هي حكومة من لحيتو بخرلو·· قلت له·· ماذا هناك·· هات ما عندك؟ قال·· الحكومة العزيزة قررت الاستعانة بأئمة الجوامع من أجل تهدئة زمرة المشاغبين الذين يحتجون ويقطعون الطريق تذمرا من حياتهم المقرفة·· قلت له·· والله عين العقل·· الإمام موظف لدى الدولة ويخاطب بصوت الضمير والعقل والدين·· وليس هناك أحسن منه مرشدا وناصحا·· ضرب حماري ذيله العجيب يمينا ويسارا وقال·· ليس هناك اختلاف في أن الإمام له مكانته المقدرة في المجتمع، ولكن كان أولى بالدولة أن تضع الدواء على الداء مباشرة·· وعوض أن تستنجد بالأئمة كان الأحرى أن تستنجد بالخزينة العمومية وتعطي لكل ذي حق حقه·· قلت له·· فعلا تحليلك صائب·· أنت مثلا تريد ''قيطون'' يعطوك ''قيطون''·· صحيح كم يكلف الدولة لو تعطي كل واحد منا ''قيطونه''؟ ضحك حماري وقال·· ''الدعوة صعيبة'' يا صديقي·· القيطون أيضا أصبح ''بشلاغمو'' وليس عملية سهلة·· قلت له·· عليك إذن بخطبة الجمعة حتى تخدر الشيطان المتمرد في داخلك··