تواصلت القبضة الحديدية بين إدارة فندق الأوراسي والعمال المطرودين، حيث نظم، نهار أمس، تجمع احتجاجي شارك فيه العمال وبعض نقابات القطاعات الأخرى في خرجة تضامنية أرادوا من خلالها التعبير عن مساندتهم في مطالبهم التي رفعوها منذ شهر· وبالعودة إلى خيوط قضية فصل عمال فندق الأوراسي من مناصبهم من طرف الإدارة، فقد كان شهر جانفي من السنة الحالية بمثابة بداية التوتر بين الطرفين، وبالضبط عندما أقدم مدير المؤسسة على طرد حوالي 200 إلى 300 عامل، ما نتج عنه رد فعل عنيف من طرف العمال، انتهى بإعادة إدماجهم خلال شهر جويلية، وصادفت تلك الفترة إعادة تجديد أعضاء نقابة الفندق الذين بادروا بإبرام عقود للعمال غير محددة، وهو ما أشعل فتيل الحرب مع الادارة، والتي تفاقمت بشكل كبير يوم 6 سبتمبر عندما نظمت النقابة تجمعا للتنديد بتعسف المدير، انتهى بفصل 107 عامل من بينهم 5 من النقابة، وهو ما اعتبره العمال تعسفا وحقرة· ورغم التجمعات والحركات الاحتجاجية التي نظمها العمال، إلا أن الأمور بقيت تراوح مكانها، ولم يأت تجمع، نهار أمس، الذي شهد حضور بعض نقابيي القطاعات الأخرى ليغير من الوضع شيئا، وهو ما عبرت عنه اللافتات التي رفعت والتي كتب عليها شعارات مثل ''أين السلطات أمام تعسف المدير، 110 عائلة مصيرها مجهول، أوقفوا الحقرة، صامدون مهما كلفنا ذلك، ولن نتراجع عن حقوقنا''، وبينما كان المعتصمون عند باب الفندق من عمال ونقابات يرددون هذه الشعارات، تناول مقداد مسعودي الكلمة عن نقابة منطقة الرويبة، حيث أبرز التضامن الموجود بين النقابيين ضد التهميش والحقرة والتعسف، معتبرا هذه الوقفة عبارة عن زلزال من الدرجة الثانية في سلم الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ''بعض المسؤولين اعتقدوا أن نقابة العمال قد ماتت وقاموا بطرد العمال، وانتشرت سياسة التعسف والحقرة في كل المؤسسات من طرف شيوخ ضد العمال الشباب، وما قمنا به اليوم يعتبر كبداية فقط في انتظار القادم، إننا نقف دائما ضد الحقرة، والذي لا يريد اليوم ركوب القطار، فإن مصيره سيكون الدحس''· كما أشار كذلك مسعودي إلى الدعم الذي أبداه سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين تجاه محنة العمال المطرودين· وتبقى صيحة أحد عمال الأوراسي الذي خرج إلى التقاعد الأكثر وقعا ، حيث صرح لنا بأن هناك أمورا خطيرة حدثت في الفندق من خلال الصفقات المشبوهة وتزوير الفواتير من طرف الإدارة ''بحكم منصبي الذي كنت أشتغل فيه، أملك الوثائق والأدلة الدامغة حول الخروقات التي وقعت والتلاعبات التي قامت بها الإدارة منذ سنوات''· أما ممثلو نقابات النقل الحضري للسكك الحديدية فقد أدانوا هم كذلك ما يتعرض له عمال الفندق من تعسف، معبرين عن وقوفهم إلى جانب إخوانهم إلى غاية استرداد حقوقهم المهضومة تعسفا· نور الدين عكون السكرتير العام لنقابة الأوراسي: سنواصل احتجاجنا إلى غاية استرداد حقوقنا في حديثه عن المساعي التي تبذلها نقابة الفندق لرد الاعتبار للعمال المطرودين، أشار نور الدين عكون السكرتير العام للنقابة إلى أن ''التجمع حضره العمال المطرودون وغير المطرودين، وكذا نقابات القطاعات الأخرى التي وقفت معنا، منها الاتحاد العام للعمال الجزائريين ونحن شاكرون لها على هذه اللفتة التضامنية· لقد عانينا الحقرة ومنعنا من أبسط حقوقنا، وطالبنا بالحرية النقابية ونحن نناضل من أجل عودة 107 عامل مطرود منذ 6 سبتمبر الماضي، وهناك اليوم 50 عاملا يبيتون في العراء''· ولم يجد السكرتير العام للنقابة من وصف حول وقفة أمس سوى وصفها باللحظة التاريخية لأنه لم يحضرها فقط عمال الفندق بل كذلك نقابات القطاعات الأخرى ''صدقوني أعتبر هذا التضامن النقابي مهما وخطوة عظيمة خاصة عندما تأتي المساندة من سيدي السعيد، لذا نحن مستعدون للدفاع عن حقوق العمال، وسنقوم بحركات احتجاجية مستقبلا وهذا حتى نقضي على الزيف والكذب الذي بدر لحد الآن من الإدارة، ونعيد الكرامة لعمالنا''· من جهته، اعتبر حسيان سمير المكلف بالتنظيم في الفرع النقابي لفندق الأوراسي أن المدير يتصرف بأساليب تعسفية، وتأتي مساندة النقابات الأخرى لحركتنا الاحتجاجية لتثبت بأن حقوقنا هضمت وأن الحقرة طالت عمالنا، ''لقد شوه المدير والمسؤولون المحيطون به سمعة الفندق وأهانوا العمال الذين دافعوا ووقفوا في وقت سابق ضد خوصصته، ورغم الدعاوى القضائية التي رفعتها الإدارة ضد العمال، إلا أنها لم تثن من عزيمتنا في الذهاب بعيدا لاستعادة كرامتنا وحقوقنا''·