شكّل جناح منشورات سقراط، بالصالون الدولي للكتاب، محطة استوقفت عددا من الزوار، الباحثين عن مواضيع جديدة للقراءة والمطالعة· وقد منحت الدارالجزائريين زاوية مضيئة عن ''نجمة'' كاتب ياسين، عبر كتاب احميدة العياشي، بعنوان ''نبي العصيان''، الذي أكد مرة أخرى حب الجزائريين لهذا الكاتب المنفرد، رغم بقاء كتاباته بحاجة إلى ترجمة وتوزيع أكثر جدية، ليصبح في متناول الجميع· قدمت منشورات سقراط، على مدار عشرة أيام من فعاليات الطبعة السادسة عشر، 13 عنوانا في مختلف المواضيع والقضايا، على رأسها المؤلفات التي كتبها صحفيو ''الجزائر نيوز'' انطلاقا من تجاربهم الميدانية في الجزائر وخارجها، واحتكاكهم بالأحداث ساعة وقوعها، وتسجيلهم لردود الفعل وتطور الأزمات سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، أو تلك المتصلة بقضايا الأمة العربية، على غرار كتاب ''رأيت غزة'' للزميلة سامية بلقاضي، التي زارت أراضي غزة الجريحة، في ,2010 في إطار قافلة تضامنية مع القطاع المحاصر، من تنظيم جمعية الإرشاد والإصلاح· أما عبد اللطيف بلقايم، فكان شاهد عيان عن ما جرى في قافلة الحرية، فنقل يومياتهم بثوانيها ودقائقها، طيلة 12 يوما، على متن سفينة أسطول الحرية ''شريان الحياة رقم ''05 التي تعرّضت لعمل إرهابي من طرف الجيش الإسرائيلي بالمياه الإقليمية الدولية· من جهته تمعن الخير شوار، في مشاهدة الجزائر من عين إلكترونية، واستعار من محرك البحث ''غوغل'' خاصية التدقيق في المضمون، فأعلن عن ميلاد ''الجزائر إيرث''، بمناسبة المعرض الدولي للكتاب، ضمّنها سلسلة روبورتاجات قادته إلى مختلف مناطق الوطن، فكان كاتبا صحفيا، يستعير من مهنة المتاعب أدواتها، ويستعمل لغة الروائي والقاص الذي هو، فجاءت النصوص برائحة ''أدب الرحلات'' فيها الكثير من الحنين والتنقل المرن بين التاريخ والجغرافية· الثورة المصرية، بدورها كانت حاضرة في كاتالوج سقراط، حيث خصّها الزميل محمود أبو بكر بكتاب خاص وسمه ''السادسة بتوقيت التحرير''، فكان شاهد عيان على مجريات التدفق البشري المصري، بكل أطيافه وتوجهاته، مطالبين بإسقاط حكم حسني مبارك، كتابات أبو بكر كانت آنية ضبطت ساعتها على توقيت الغليان الشعبي، بمصر بكل محافظاتها· أكد المكلف بجناح سقراط، أن زوار المعرض، انجذبوا إلى ''نبي العصيان: 10 سنوات رفقة كاتب ياسين''، لأحميدة العياشي، حيث يكشف عن الجانب الخفيّ والمسكوت عنه من حياة ياسين، وإخراجه من الصورة الإيديولوجية التي عُرف بها· وقد استعاد العياشي، فرصة التقائه بالروائي الكبير، في الثانوية، وكتب عن تلك المرحلة، كما تناول الكتاب علاقة كاتب ببعض الأدباء العرب على غرار الشاعر السوري المثير للجدل أدونيس ومهدي عامل وصراعه مع أحمد الطالب الإبراهيمي، ومحاولات الإسلاميين عرقلة أداء أعماله المسرحية، وكانت الخاتمة بالتطرق إلى وفاته وتشييعه بالأناشيد الوطنية·