كشفت مصادر متطابقة أن الأمير الوطني لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال وجّه، منذ ثلاثة أشهر، أوامر لمسؤولي لجنة الإعلام ''الأندلس للإنتاج الإعلامي'' بالاعتماد على تسجيلات العمليات الإرهابية التي نفذها الإرهابيون في سنوات سابقة ونسخها وتوزيعها للمواطنين، بغرض استغلالها للتحريض والترويج لمغالطة الشباب للالتحاق بصفوفهم· وأكد مصدر أمني على صلة بملف مكافحة الإرهاب أن إرهابيا موقوفا -مؤخرا- كشف أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي فضل الاعتماد على تسجيلات فيديو قديمة للترويج للعمل المسلح، معترفا بفشل كل مخططات تجنيد عناصر جديدة وفشل اللجنة الإعلامية ''الأندلس للإنتاج الإعلامي'' التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في القيام بمهامها التحريضية والترويجية، وعجزها عن تصوير العمليات الانتحارية التي نفذت منذ ,2009 والهجمات الإرهابية والتفجيرات عن بعد التي تنفذها الجماعات الإرهابية· واعترف الإرهابي الموقوف بأن القيادة العليا للتنظيم الإرهابي بالجزائر اجتمعوا، منذ حوالي ثلاثة أشهر، على مستوى غابات إيعكوران بأقصى شرق ولاية تيزي وزو، بحضور الأمير الوطني عبد المالك درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود، وناقشوا إمكانيات تكثيف النشاط الإعلامي والترويجي، وذلك بإعادة تفعيل نشاط لجنة الإعلام للترويج لعملهم الإجرامي· وكشف أن القيادة العليا للتنظيم الإرهابي تطرقت إلى الصعوبات التي تواجهها اللجنة الإعلامية في تصوير العمليات الإرهابية، خصوصا منها الكمائن والاشتباكات مع قوات الأمن والعمليات الانتحارية· وأضاف الإرهابي أن عبد المالك درودكال قرر، خلال هذا الاجتماع، العودة للتسجيلات القديمة والاعتماد عليها لأجل تغليط الشباب والرأي العام عن الواقع الحقيقي للتنظيم الإرهابي بالجزائر ومحاولة منه إخفاء مشاكلهم وتراجع عددهم البشري، وذلك بتوزيع هذه الأشرطة في أقراص مضغوطة في حواجز مزيفة وفي عدة قرى، ونشرها في منتديات إلكترونية· واستنادا إلى نفس المصادر، فإن درودكال أمر أتباعه بالاعتماد أكثر على تسجيلات العمليات الانتحارية التي نفذت ببومرداس وتيزي وزو والبويرة سنتي 2007 و,2008 وإعادة تركيبها بإدخال التقنيات الجديدة· وما يؤكد هذا الأمر أن الجماعات الإرهابية، منذ حوالي شهرين، تروج بولاية تيزي وزو لتسجيلات عشاق الحور 1 الذي خصص للانتحاريين أمثال العملية الانتحارية التي استهدفت ثكنة الجيش الوطني الشعبي بدلس ونفذها المراهق المدعو أبو مصعب الزرقاوي العاصمي وابن ''لامونتان'' الذي لم يتجاوز السن 15 من عمره، والعملية الانتحارية التي استهدفت الثكنة العسكرية بالأخضرية التي نفذها الانتحاري المدعو صهيب أبو مليح والعملية الانتحارية التي استهدفت عمال شركة ''أس· أن· سي -لافالان'' بالأخضرية ونفذها الانتحاري المدعو عثمان أبو جعفر، إضافة إلى الترويج للانتحاري المدعو أبو الوليد العاصمي الذي قضي عليه قبل تنفيذ عمليته الانتحارية· وكشف ذات الإرهابي أن درودكال أمر أيضا بتوزيع تسجيل فيديو معسكر التدريب للعناصر الإرهابية الذي سجل منذ ثلاث سنوات، وكذا تسجيل الكمين الذي استهدف موكب عناصر الدرك بمنطقة ثاخوخث بتيزي وزو، محاولة منه تقديم صورة مزيفة عن العمل المسلح، في حين أكد الإرهابي الموقوف أن التنظيم الإرهابي يعاني أزمة حادة في التعداد البشري الذي يشهد تراجعا كبيرا وفشلا وإخفاقا في تجنيد عناصر جديدة· هذه حقيقة الهجوم الإرهابي على مركز الجيش المتقدم باعزازقة في 15 أفريل المنصرم كشف الإرهابي الموقوف أن العملية الإرهابية التي نفذت في 15 أفريل المنصرم، واستهدفت مركز الجيش المتقدم بمنطقة اعزازقة وراح ضحيتها 17 عسكريا، أن هدفها كان تحقيق صدى إعلامي، وحُضّر لها بطريقة مزيفة لمغالطة الرأي العام، كون العملية تزامنت مع خطاب رئيس الجمهورية الموجه للأمة· وقال الإرهابي الموقوف إن العملية خطط لها منذ شهر، ليس فقط من الناحية اللوجيستيكية والعسكرية، بل اعتمدوا أكثر على العناصر الإرهابية المشاركة والأسلحة المستخدمة والزي الذي سيظهرون به، مشيرا إلى أنها استنجدت بعدة كتائب وسرايا لجمع ألبسة أفغانية، قصد إظهار صورة ترفع من شأنهم· واعترف الإرهابي الموقوف بأن معظم العناصر الإرهابية في الجبال لا يملكون أحذية وألبسة تقيهم من برد الشتاء، وقال إن الكثيرين يعتمدون على الأحذية البلاستيكية، حيث ظهر في التسجيل عدة عناصر بحذاء ''ليبوط''· كما اعترف أن العملية جند لها 6 مصورين قصد تحقيق تسجيلها من جميع الجهات، محاولة لإعادة الاعتبار للجنة الإعلام التي عرفت غيابا عن الساحة لحوالي 3 سنوات· والمدقق في هذا التسجيل يكشف أن التنظيم الإرهابي يعاني عدة مشاكل، لاسيما منها نقص الذخيرة، حيث توقف الإرهابيون عن استخدام سلاح ''الدوشكا'' دقائق فقط بعد بدء الهجوم بسبب انتهاء الذخيرة· كما يؤكد التسجيل مشكل التراجع العددي للتنظيم الإرهابي، بالرغم من أنهم جندوا عناصر معتبرة في هذه العملية، إلا أن العناصر المعتمد عليها معظمهم يتجاوز السن الأربعين والخمسين والعديد من الشيوخ، بينما ظهر في التسجيل عدد قليل جدا من الشباب·