لجأ عناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى القرى والبلدات المغربية المحاذية للشريط الحدودي مع الجزائر لجمع زكاة الفطر التي تحولت إلى مصدر مالي هام بالنسبة للتنظيم الإرهابي، ويتزامن ذلك مع تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية داخل الجزائر بفعل عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي في العديد من المناطق. تحولت بلدات وقرى مغربية تتواجد قرب الحدود مع الجزائر إلى مصدر لجمع المال بالنسبة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وكشفت مصادر إعلامية مغربية أن قوات الأمن في المملكة أفشلت عملية تسلل قام بها إرهابيون يرجح أنهم ينشطون ضمن كتائب تابعة للفرع المغاربي للقاعدة، حاولت دخول قرى مغربية بغرض جمع زكاة الفطر التي تحولت إلى مصدر لتمويل نشاطات المجموعات الإرهابية في ظل شح الموارد المالية التي يعاني منها التنظيم الإرهابي، خاصة في ظل الضغط الذي يواجهه داخليا، وعمليات التمشيط الواسعة التي يقوم بها الجيش الجزائري بالمناطق الحدودية وتحديدا بجبال عصفور المتاخمة للحدود مع المغرب. وحسب نفس المصادر فإن عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تعودت على جمع الأموال والمواد الغذائية من المواطنين المغاربة بالمناطق الحدودية، وسجل منذ أسابيع فقط مقتل جندي مغربي قرب الحدود بين البلدين، وهذا خلال مواجهة مع مجموعة مسلحة يعتقد أنها مشكلة من إسلاميين تسللوا من الحدود مع الجزائر إلى مدينة جرادة شرقي المغرب للتزود بالطعام على الأرجح، وعرفوا أنفسهم على أساس أنهم »مجاهدون«. وكانت الجزائر قد عبرت في وقت سابق عن قلها بشأن التساهل الذي يبديه الطرف المغربي فيما يتصل بالتصدي للمجموعات الإرهابية التي تعبر الحدود نحو أراضي المملكة بغرض التزود بالمال والمواد الغذائية والسلاح والمتفجرات، أو هروبا من مطاردة قوات الأمن الجزائرية، وتحرك المغرب في السنوات الأخيرة بعدما سجل التحاق عدد كبير من الشباب المغاربيين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتنفيذ التنظيم لاعتداءات دامية داخل المغرب كان آخرها الإرهابي الذي استهدف مقهى أركانا بوسط مراكش، وخلف عددا من القتلى أغلبهم من السياح الأجانب. وللعلم، كشفت تقارير إعلامية مؤخرا أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي شرع في جمع زكاة الفطر، وأخذ ينافس المساجد في هذا المجال، وبرزت هذه الظاهرة خصوصا بمناطق وسط البلاد التي تشهد عودة الاعتداءات الإرهابية، مع العلم أن التركيز على جمع الزكاة يتزامن أيضا مع إفشال قوات الأمن والمواطنين بمنطقة القبائل محاولات إرهابية للاختطاف مواطنين من أجل الحصول على الفدية التي كانت تعتبر المصدر الأساسي بالنسبة لمجموعات عبد الملك درودكال لتمويل عملياته الدامية.