يلتقي، اليوم، راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، الوزير الأول أحمد أويحيى منفردا، ويلتقي الرئيس بوتفليقة على مأدبة غداء، بعد أن التقى بالأمس، عبد العزيز بلخادم أمين عام الأفلان، وتلاه لقاء مع أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم في المقر العام لهذا الأخير، وهي المحطة الأولى منذ وصوله التي يكشف فيها الغنوشي للصحفيين في ''لقاء مطول'' خلفيات زيارته التي أكد أنها جاءت بدعوة من الرئيس بوتفليقة· في كلمته الافتتاحية جدّد سلطاني التهاني للغنوشي على ''الطريقة التي انتصر فيها التوانسة لهويتهم وأداروا بها ثورتهم''، داعيا للتنافس السياسي على تحقيق الرفاه للأمة لتجاوز معارك الإيديولوجية ''وإقامة دولة تونس الشعب''· الغنوشي، وفي مداخلته، أشار إلى أن ''الجزائر كانت محطتي الأولى يوم هاجرت من تونس ومثلما عرفتها في المحن ها أنا أعود إليها بعد أن منّ الله علينا بالنصر''· وأضاف ''نزور الجزائر البلد المجاهد لنؤكد عمق وإستراتيجية العلاقة، لا أقول بين الشعبين بل بين أجزاء الشعب الواحد، بدعوة من الصديق عبد العزيز بوتفليقة الذي تعرفت عليه، منذ أيام الشدة لما هاجرت إلى هذا البلد''· وقال الغنوشي إن ''تونس تدشن -حاليا- محطة هامة من محطاتها التاريخية منذ 1938 وهي تطالب ببرلمان تونسي ديمقراطي''، معلنا أنه بعد يومين سيُعلن -رسميا- عن نظام ديمقراطي دون تدجين ولا تدجيل· وكشف الغنوشي أن الحكومة التونسية القادمة ستكون مكونة من تحالف ''ليس جديد بين النهضة والمؤتمر والتكتل، فقد جمعتنا السجون والمنافي وتآلفنا حول مشروع مجتمع عبّرت عنه الثورة، ويأتي التحالف تتويجا لتلك النضالات واليوم لم تبق إلا اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق خلال الساعات القادمة لإعلان حكومة ائتلاف في هذا الظرف الحساس''· وربط الغنوشي تحقيق هذا الهدف ''برغبته في الاستفادة من سبق الجزائر في التجربة الديمقراطية وعملها السياسي وتوثيق صلات الأخوة والمودة''· وأضاف الغنوشي أن ''تونس اليوم مفتوحة لجميع أبناء الأمة خارج النظام البوليسي، وهي ترحب بكل الطيبين في العالم، خاصة الأشقاء الجزائريين والجزائريات، فنحن نستشرف لبلدنا وبلدكم بالخير''· وقال الغنوشي إن في وول ستريت ''(منطقة اقتصادية أمريكية عالمية) من يلهج بالعربية ويطالب ويقول الشعب يريد إسقاط النظام، ولهذا فثورتنا ليست للتصدير، وإذا كنا سنصدرها، فليس إلى الجزائر، فلديها ما يكفي من تراث ثوري، فهدفنا صناعة نموذج سياسي هادئ وناجح يزاوج بين الإسلام والحداثة والعقل والعلم، وهذا ما يحتاجه العالم وليس عنتريات وتهديدات باسم الاسلام، بل نموذج يدرأ صفات الارهاب''، مضيفا ''نحن في حاجة إلى تجربتكم ونصحكم فنحن ندخل طريقا ليس لنا فيه تجارب، فنريد أن نتحرر ونحرر الإسلام من كل ما ارتبط به بالباطل، وهذا رهاننا''· وأكد الغنوشي بعد مداخلته إجابة على أسئلة الصحفيين، أن رئاسة الحكومة عادت إلى حمادي الجبالي (حركة النهضة)· وأن النموذج التونسي السياسي سينبني على ''هدم الباطل الذي هو صعب وبناء العدل كمهمة صعبة''· وأضاف في مجال متصل أن ''الاتفاق حول الرئاسات الثلاثة للحكومة والبرلمان والرئاسة آخر روتوشات مثلها مثل الحقائب الوزارية التي سنحسم فيها خلال اليومين القادمين بسبب بقايا اختلاف حولها، ولكن قُطع فيها شوط كبير ونحن في اتفاق في لحظاته الأخيرة''·