وصل السبت رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إلى الجزائر، ، حيث سيكون في زيارة بدعوة رسمية من رئاسة الجمهورية· ومن المقرر أن يلتقي الغنوشي الذي سيكون مرفوقا بكبار قيادات النهضة، بالرئيس بوتفليقة وكبار المسؤولين في الدولة بينهم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الذي سيرافق ضيف الجزائر طيلة فترة إقامته التي ستدوم ثلاثة أيام كاملة، كما سيكون للغنوشي لقاءات مع رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، والوزير الأول أحمد أويحيى· وذكر مدير مكتب زعيم النهضة رشيد شهودي في اتصال ب”البلاد”، أن هذا الأخير سيلتقي في ثاني زيارة له إلى الجزائر بعد تلك التي شارك خلالها في تأبينية الراحل عبد الرحمان شيبان، بعدد من رؤساء الأحزاب السياسية على غرار أمين عام الأفلان عبد العزيز بلخادم وهو ما أكده الناطق الرسمي للحزب قاسي عيسى، وقبله برئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني، حسبما ذكره بيان للحركة على موقعها الرسمي· وتشكل زيارة زعيم الحزب الإسلامي الذي فاز في انتخابات المجلس التأسيسي التونسية بأغلبية المقاعد، علامة فارقة في العلاقات الجزائريةالتونسية مستقبلا، وموشرا على اتحاه المسؤولين في الجزائر إلى مد اليد للحكام الجدد في الجارة الشرقية في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها البلد، ولعل ما سيساعد على نشوء علاقات متينة ومد جسور ثقة بين الطرفين أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي يحتفظ بصورة جيدة عن النظام الجزائري الذي آواه واحتضنه مطلع التسعينيات على الرغم من المطالبات المتكررة لنظام زين العابدين بن علي بوجوب تسليمه ومن معه من قيادات النهضة باعتبارهم ”يهددون الأمن الو طني في تونس”، وهي التهم التي كانت الجزائر تدرك أنها سياسية بامتياز ما حال دون استجابتها لهذا المطلب، ومن ثم تسهيل خروج الغنوشي من التراب الجزائري صوب المملكة المتحدة التي أقام فيها قرابة عقدين بصفة لاجئ سياسي، ليعود إلى بلاده عقب نجاح الثورة التونسية في إسقاط صنم بن علي وانهيار نظامه الأمني معه· وأبرز الغنوشي، السبت بعد وصوله الى الجزائر العاصمة، الرغبة في التشاور خدمة لمصلحة الجزائروتونس والمنطقة بصفة عامة. وأوضح الغنوشي الذي شرع في زيارة للجزائر، أنه جاء “من اجل التشاور فيما فيه خير بلدينا ومنطقتنا” مشيرا الى أن هذه الزيارة “تأتي في وقت تشهد فيه تونس تحولات مهمة جدا”. وذكر رئيس حركة النهضة التونسية في تصريح للصحافة عقب وصوله الى مطار هواري بومدين الدولي قائلا: “نحن متشرفون بهذه الزيارة في وقت نحن فيه على أبواب تتويج اول ثمرة من ثمار ثورة 14 جانفي 2011 وهو انعقاد أول دورة للمجلس التأسيسي الوطني”. وبخصوص العلاقات التي تجمع الجزائروتونس شدد الشيخ الغنوشي بانها “جيدة ونحن نتطلع الى علاقات اجود”. وكان في استقبال الشيخ الغنوشي بمطار هواري بومدين الدولي، رئيس مجلس الامة، عبد القادر بن صالح.