قالت الأخبار أن الرئيس تلقى دعوة من ملك ملوك أفريقيا لحضور الاحتفالات التي ستقيمها الجماهيرية الليبية بمناسبة مرور أربعين سنة على ثورة الفاتح العظيم· حماري، أيها السادة الكرام، لم يهضم هذا الخبر ،وقابله بموجة من الضحك والهستيريا التي اختلط فيها الحابل بالنابل· أزعجني، أمره، وقلت له·· - أيها الحمار المستحمر، لماذا تحشر أنفك الغليظ في شؤون الرئاسة·· بقي الرئيس لم تتطفل عليه·· ما دخلك أنت في تحركاته··؟؟ وما يزعجك في أن يقوم رئيس دولة بمشاركة أفراح رئيس دولة أخرى؟؟ زادت الهستيريا، وزاد الضحك والنهيق·· وقال·· - يا صديقي·· الله يجازيك خيرا·· هل تظن أني أهتم وأتطفل على الرئيس؟·· لا، لا، الأمر ليس كذلك، وحتى إن كان كذلك، فهذا من حقي، كمواطن، أن أعرف ما يحصل في بلادي·· ولكن أنا ما يضحكني هي الاحتفالات التي يقوم بها الزعيم الليبي بمناسبة حكمه أربعين سنة·· ··أربعين سنة!! يا سيدي، كل الحق للكاتب الإسباني خوان غوستيسولو الذي رفض جائزة القذافي العالمية للأدب ·· فعلا، لا يفعلها سوى كاتب·· تحركه الحرية ويغمس رغيف يومه في الحبر لا في دماء الأبرياء·· قاطعته·· - إيه·· ما بك أيها الحمار·· وما دخل الحرية و الحبر والدم·· لماذا تخلط الكُتاب بالرؤساء··؟؟ نهق عاليا، وقال·· - يا سيدي، على الأقل، أنا وأمثالي من الحمير، ما زلنا نعتبر الكاتب لسان عصره وقلب بلده النابض بالصدق·· من المستحيل أن يخون قراءه وحبره ومحراب حروفه·· قلت، والرؤساء أيها الحُميٌّر؟؟ قال·· دع الرؤساء يحتفلون ويشربون نخب انتصاراتهم وفتوحاتهم·· أربعين سنة ·· أربعين سنة·· ها ها ها·· وانطلق النهيق من جديد!!