اعتبرت ربيعة موساوي محافظة مهرجان وهران للفيلم العربي أن الطبعة الخامسة لعام ،2011 حققت نجاحا مبدئيا، بمجرد استعادة جمهور قاعات السينما· فيما دعا الرئيس الشرفي جمال بن صالح إلى فتح فضاءات العرض المغلقة، بينما اعتبرت المديرة الفنية للتظاهرة نبيلة رزايق أنها سهرت على برمجة الأفلام المشاركة، طيلة عام كامل وليس شهر قبل انطلاق الفعالية· اتفق أعضاء محافظة مهرجان وهران على الصعوبات التي واجهتهم في التحضير للدورة الخامسة، في وقت لم يكن أحد منهم متأكدا من احتضان وهران للموعد السينمائي السنوي· وأوعز المتحدثون إلى الصحافة الوطنية والعربية، بدار الثقافة وهران، نهاية الأسبوع الماضي، حالة الشك إلى الثورات العربية التي قد تحول دون مشاركة سينمائييها· وشدد بن صالح، في مداخلته، على أن نجاح هذه الطبعة يسجل بالنظر إلى ما سماه ب ''لامركزية التنظيم''، في إشارة منه إلى أن وهران باستطاعتها تنظيم مهرجانها دون الحاجة إلى إدارة من العاصمة· ودعمت موساوي قوله، عند تطرقها لديوان الثقافة والإعلام، بالقول أن ''الديوان شريك جيد لجأنا إليه من باب الاعتماد على المؤسسات الوطنية، بدل الفرنسية، كما حدث من قبل·· لكن يمكن لاحقا أن نعثر على مؤسسة أخرى في وهران تتكفل بما قام به الديوان''· وبالرغم من تأكيد المنظمين على أن المهرجان بلغ مرحلة الترسيخ، إلا أن العشرة أيام التي عاشتها الباهية، كانت مزيجا بين الحلاوة والمرارة أيضا، إذ عاش السكان على أعصابهم، طيلة مرور مواكب المشاركين في المهرجان، سواء فنانين أو إعلاميين، في وقت تشهد المدينة حالة ازدحام مَرَضية، زادتها حدة أشغال التراموي التي قسمت شرايين المدينة إلى أجزاء شتت المرور وخلقت فوضى لا نظير لها، نجح المهرجان في فتح الطريق أمام المشاركين والدخول إلى القاعات الثلاثة التي بدا عليها جليا أنها خضعت للصيانة والتنظيف، ودعمت بإطارات تقنية تابعة لفلمركز الوطني لتوزيع السينما، سهروا على السير الحسن للعروض· فمن ''السعادة'' إلى ''المغرب'' إلى ''السينماتيك''·· دخل الضيوف العرب مساحات جميلة ومنظمة، تعد مكسبا للمهرجان· وقد أبدى أكثر من شخص إعجابه بوجود أماكن تصلح لاحتضان الإبداع السينمائي بكل أنواعه، بعد أن كانت وهران، في السابق، تضم أزيد من خمسين قاعة سينما، منتشرة بين الأحياء والشوارع الكبرى أغلبها تابعة للجماعات المحلية التي ترفض أن تضع الفضاءات في خدمة الثقافة ووزارتها، لهذا لم يكن سهلا على القائمين على المهرجان، أن يوزعوا الأعمال المشاركة بين القاعات، ما دامت وزيرة الثقافة شخصيا اعترفت ب ''فشلها'' في إقناع البلديات بالتنازل عن القاعات لصالح الثقافة· شهدت القاعات الثلاثة - حسب نبيلة رزايق - خمسة عروض في اليوم، توزعت بين الطويل والقصير والوثائقي· وقالت أن كل الأفلام عرضت على دعائم معترف بها في العمل السينمائي· ودعم عبد الكريم آيت أومزيان مدير المركز الوطني لتوزيع السينما ذلك، مؤكدا للذين شككوا في جودة الصوت: ''استعنا بخبرة مهندس صوت جزائري يعمل سنويا في مهرجان كان السينمائي، لهذا أؤكد أن الصوت كان جيدا وأدارته إطارات محترفة''· وعن الخلل في الصورة أوضح أومزيان ''لسنا مسؤولين عن حجم الشاشة لأن القاعة ليست ملكا لنا، لهذا نحن نثمن دعوة إلحاق القاعات بالقطاع المعني بالشأن حتى نتجنب الوقوع في هذه المشاكل التقنية''· واعترف بوزيان بن عاشور المكلف بالاتصال في محافظة المهرجان بعسر المهمة وظروف صعبة للتوفيق بين الإشراف على مجلة ''الوهر'' وبين القيام بهمزة الوصل بين الإعلاميين والفنانين المشاركين في التظاهرة: ''لم يكن لدينا الوقت الكافي لتنظيم كل شيء، كان أمامنا شهرا واحدا فقط لننجز كل شيء''· وقد تكررت الأعذار من أفواه المتحدثين إلى درجة أنهم ألقوا باللوم على الجميع واتفقوا على كلمة واحدة هي: ''كان عليكم جميعا أن تمدوا يد المساعدة للمحافظة''، كصرخة استغاثة أخيرة قد تخفف من ثقل الغياب·