نظم ممثلو عمال حوالي 80 شركة صناعية بمقاطعة الرويبة تجمعا بمقر المركزية النقابية للتنديد بما أسموه الحقرة والتعسف وممارسات الإدارة وفصل العمال ومتابعتهم قضائيا· وإذا كان حوالي 300 عامل يمثلون 27 ألف عامل بمنطقة الرويبة قد عبّروا عن استيائهم الكبير للأوضاع غير اللائقة التي يعيشونها جراء تعسف الإدارة ممثلة في مدراء هذه الشركات، فإن ما وقفنا عليه، خلال استماعنا إلى انشغالات بعض النقابيين والعمال، هو مطالبتهم الفورية برحيل المدراء والمتقاعدين الذين عادوا إلى العمل ومحاسبتهم، وإعادة إدماج المطرودين وتوقيف جميع المتابعات القضائية التي طالت العديد من العمال والنقابيين· وأكد مسعودي مقداد، ممثل الإتحاد المحلي لمنطقة الرويبة المنضوية تحته جميع المؤسسات الصناعية التي حضرت التجمع، في الكلمة التي ألقاها أمام جموع العمال، جميع المطالب التي رفعها الإتحاد سابقا، مؤكدا أن ما يحدث بمختلف الشركات والمؤسسات المتواجدة بالرويبة على يد إدارتها هو خرق للقانون، طالما وأن الحقرة التي يتعرّض لها العمال تفاقمت بشكل كبير، وهو ما أدى بالإتحاد إلى تنظيم هذا التجمع للتعبير عن الأوضاع المزرية التي باتت تهدد الآلاف من العمال، خاصة فيما يتعلق بسوء التسيير وإعادة توظيف المتقاعدين، وعدم الاعتراف بالتنظيمات والاتحاديات النقابية على مستوى كل شركة· أكثر من ذلك، أشار مسعودي إلى الإقالات التي تعرّض لها ممثلو النقابات· وقد اتضح من جل المطالب التي رفعها العمال والشعارات التي رافقت تجمعهم بالمركزية النقابية، أنهم لم يأتوا من أجل مطالب اجتماعية بقدر ما تهدف حركتهم المستمرة إلى احترام القانون وتوقيف كل التجاوزات التي تعرفها هذه الشركات والتواطؤ المستمر بين المدراء والإدارة ولجان المساهمة التي حلت محل الفروع النقابية التي كان من المفترض أن تدافع عن حقوق العمال· سيدي السعيد يطمئن العمال وكان اللقاء الذي نظمه الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، في أعقاب التجمع، مع ممثل الإتحاد المحلي للنقابة على مستوى الرويبة مسعودي مقداد وممثل نقابة الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بن موهوب أمزيان، بالإضافة إلى وسائل الإعلام، فرصة للرجل الأول للتطرق إلى مختلف الانشغالات التي رفعها العمال، خاصة ما تعلق بالفروع النقابية التي لم يسمح لها بالنشاط· وأكد سيدي السعيد على حرية العمل النقابي، وندد بالتعسف الذي يتعرّض له العمال على يد المسؤولين، وكذا قضية عودة المتقاعدين الذين أعيد دمجهم في الشركات· وذهب سيدي السعيد أبعد من ذلك عندما اعتبر أن الاعتداء على أي نقابي ينتمي إلى هذه الفروع النقابية معناه ببساطة الاعتداء على المركزية النقابية، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه تحدث مع وزير الصناعة محمد بن مرادي الذي استقبله، أمس، عقب تجمع ممثلي الشركات· كما وعد سيدي السعيد جموع العمال بتسوية مشاكلهم، خاصة ما تعلق بالعمال الخمسة المتابعين حاليا قضائيا· وخلال الكلمة الختامية التي أعقبت الاجتماع مع سيدي السعيد، عاد ممثل الإتحاد المحلي لمنطقة الرويبة مقداد مسعودي ليطمئن العمال الذين انتظروا خروجه، وأكد لهم أن الإتحاد توصل إلى نتيجة لحل المشاكل المطروحة التي ستعرض على وزير القطاع، مشيرا إلى أنه سيبلغه بكل الأكاذيب التي صدرت من المدراء ووصلت إلى مكتبه· وختم مسعودي حديثه مع العمال بالإشارة إلى أن الاستمرار في الحركة الاحتجاجية من عدمه يتوقف أساسا على النتائج الملموسة التي ستظهر بعد 10 أيام واعدا بربح المقابلة في الأخيرة·