الحمى السياسية التي اعتلت أهل السياسة والتسوس تثير الضحك والاستغراب في الوقت نفسه، هكذا أعطى حماري الموقف حقه حينما سألته عما يقال في الجرائد·· قلت له·· أنت تطبق مبدأ من لم يذق العنب يقول عنه حامض·· قال·· بكل صراحة هل أنت مقتنع بإعطاء صوتك لهؤلاء·· قلت·· على حسبي·· قال ناهقا·· لا تقل فقط أنك ستتعاطف مع الإسلاميين كما تفعل أمريكا هذه الأيام·· قلت ولِمَ لا أيها الحمار التعيس أليس هم أصحاب مشروع واضح مبني على المبادئ الإسلامية·· قال·· لا أدري أين تبدأ مشاريعهم ولكن أعلم أين تنتهي·· فوزرائهم غرقوا مثل الباقي في ملفات فساد كثيرة لا تدل على أنهم يطبقون الإسلام·· قلت ضاحكا·· وهل هؤلاء هم الوجه الحقيقي للتوجه الإسلامي؟ قال·· لم أقل ذلك ولكني أفقد الثقة فيهم ولا أدري لماذا؟ قلت ساخرا·· إذن تثق في التوجهات الأخرى التي هي أيضا تغرق في الفساد حتى أذنيها؟ قال·· أنا أعرف ما يدور في فلك السياسة جيدا لذلك أستخسر صوتي في الجميع·· قلت·· تتحدث وكأن صوتك هو الفارق·· صدقني أيها الحمار أن صوتك لن يؤخر ولن يقدم شيئا·· قال ناهقا·· أعلم ذلك ولكنهم قالوا إن هذه القاعدة ستتغير والجميع يطالب بتطليق التزوير إلى غير رجعة حتى نضمن النزاهة·· قلت والضحك يغلبني·· هل صدقت ذلك؟ قال·· لم أصدق ولكن أتمنى·· قلت·· الحديث عن الأصوات سابق لأوانه ونهيقك لا أحد يحتاج إليه لأن أصحاب العبة ليسوا أغبياء كما تظن·· فكر في نفسك ودع السياسة لأهلها··