لعل من الأشياء التي لفتت نظر المواطنين وخلفت العديد من الأسئلة خلال الأسابيع الأخيرة هو الارتفاع الجنوني الذي سجله سعر الدجاج في السوق، حيث بلغ 450 دج للكيلو في العديد من الأسواق بما فيها الشعبية، مما ولد نوعا من التذمر لدى المواطن الذي تعود على استهلاك هذا النوع من اللحوم البيضاء في ظل ارتفاع أنواع اللحوم الحمراء، وقد سمحت لنا جولة قمنا بها يوم أمس في بعض أسواق العاصمة بالوقوف عند الأسعار المتداولة هذه الأيام والخاصة بالدجاج والديك الرومي، التي سجلت الأسعار انخفاضا طفيفا مقارنة باللهيب الذي بلغته قبل أيام، وقد تراوحت الأسعار بين 340 و360 دج، وهو ما اعتبره أحد البائعين مؤشرا على إمكانية عودة الأسعار إلى ما كانت عليه قبل أسبوعين تقريبا: ''أعتقد أن كثرة الطلب على هذا النوع من اللحوم في نهاية السنة الماضية هو الذي أدى إلى ارتفاعه، حيث تعدى سعر الكيلوغرام حدود 420 دج ربما لأول مرة، ومع بداية العام الجديد بدأت الأسعار في التراجع، حيث بلغت في سوق الجملة 220 دج بالنسبة للدجاج الحي و26 للمذبوح· أما على مستوى تجار التجزئة، فقد تراوحت الأسعار بين 340 إلى 360 دج''· وعندما سألنا صاحب هذا المحل المختص في بيع الدجاج إن كانت هناك أسباب أخرى ساهمت في الارتفاع الجنوني لأسعار الدجاج، لم يتوان في الدفاع عن الفلاح الذي يواجه هو الآخر صعوبات ومشاكل، مما يحتم عليه رفع السعر لتحقيق هامش فائدته: ''لا يخفى على أحد أن تربية الدجاج تتطلب مصاريف كبيرة أبرزها الكهرباء والأكل، التي يتحمّلها الفلاح، ناهيك أن الاختلالات التي يعرفها السوق من حيث العرض، كلها عوامل أدت إلى الارتفاع الذي سجل في الأيام الماضية، أما نحن البائعون فعلينا أن نؤمّن هامش ربحنا وفق التموجات التي تعرفها أسواق الجملة''· ونفس التفسيرات والتبريرات لمسناها عند تاجر آخر، مع إضافة جوهرية أضافها لنا وتكمن أساسا في كون فصل الشتاء يساعد كثيرا مربو الدواجن التي تتأقلم مع الجو البارد، عكس فصل الصيف الذي يتسبب في موتها من شدة الحر: ''لقد ارتفع سعر الدجاج قبل أيام من رأس السنة، وأنا شخصيا ليست لديّ فكرة واضحة عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ذلك، رغم أن فصل الشتاء يشهد دائما هذا الارتفاع مقارنة بفصل الصيف''· أسعار الخضر والفواكه تصل إلى أسعار خيالية المتجول اليوم في بعض أسواق الخضر والفواكه، سيلحظ دون عناء الصعود الجنوني في أسعارها إلى حد بات المواطن أمام إشكالية التأقلم مع الميزانية التي يخصصها عادة لاقتناء ما يحتاجه، فعندما يصل سعر اللوبيا الخضراء مثلا إلى 300 دج ويستقر سعر الطماطم في حدود 100 دج وترتفع أسعار القرعة والسلاطة، بطريقة مفاجئة، فإن كل هذا لا يمر دون أن يترك بصماته على جيب هذا المواطن البسيط، وهو ما حاول سعيد التعليق عليه عندما سألناه عن الارتفاع الفاحش، وربما غير المبرر، لبعض المواد واسعة الاستهلاك: ''تصور أن سعر البطاطا استقر منذ أسبوع تقريبا في حدود 50 دج، والقرعة ب 130 دج، والطماطم ب 120 دج، وهو ما جعلني في ورطة حقيقية عندما أقصد السوق، فأنا أب لأربعة أولاد ودخلي لا يتعدى 25000 ألف شهريا، ولديّ أعباء أخرى غير الخضر والفواكه، بصراحة لقد تعقدت المعيشة اليومية للمواطن وحسبنا على الله''· وإذا كانت الخضر ضرورية، فإن الحديث عن الفواكه بات من الكماليات التي يستغني عنها هذا المواطن، طالما وأن بعضها ليس في متناوله، وهو بالتالي يفضّل منطقيا توجيه مصاريفه لاقتناء الطماطم··· إلخ· وبغض الطرف عن مختلف الفواكه المعروضة في السوق وأبرزها سعر البرتقال والمندرين والموز ومختلف الأنواع الأخرى، وهو ما لمسناه ونحن نرقب بأعيننا سلوكات المواطنين الذين يقصدون أسواق العاصمة· مؤشرات -- الدجاج: من 340 إلى 360 دج -- اللوبيا الخضراء: 300 دج -- الطماطم: 120 دج -- البطاطا: 50 دج -- الجزر: 50 دج -- القرعة: 130 دج -- اللفت: 50 دج -- السلاطة: 50 60 دج -- البرتقال من 80 دج إلى 140 دج -- المندرين: من 100 دج إلى 140 دج -- الموز: من 120 إلى 130 دج