عبر عمار بن تومي المناضل والوزير الأسبق خلال نزوله، صبيحة أمس، ضيفا بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية رفقة د· عامر رخيلة لتقديم لحظة عرفان، بمناسبة مرور الذكرى 06 لرحيل محمد بلوزداد، عن أسفه للمكانة غير اللائقة التي يحتلها محمد بلوزداد اليوم، حيث قال ''إنني أتأسف بشدة عن الاضطهاد الجاري في حق محمد بلوزداد البطل الذي قدم حياته فداءا لتحيا الجزائر، فمن الواجب أن يكون لهذا الرجل مكانة في التاريخ الجزائري''· عبر عمار بن تومي عن تأسفه للمكانة غير اللائقة التي يحتلها البطل محمد بلوزداد في الذاكرة التاريخية الجزائرية، حيث قال إن بطلا ثوريا بحجم محمد بلوزداد كان له مركزا جوهريا في الحركة الوطنية، كما أنه يعتبر من الرموز الوطنية التي ساهمت في اندلاع ثورة نوفمبر،إلا أنه لا يملك المكانة اللائقة به كأن يُدرّس كشخصية تاريخية مهمة في برنامج المدرسة الجزائرية، إلى جانب ذلك فهو مغيب بمتحف المجاهد أو متحف الجيش الوطني الشعبي. كما تحدث المحاضر عن المسار التاريخي للمناضل محمد بلوزداد، على أنه من مواليد بلكور أقدم حي شعبي بالعاصمة، من عائلة ثورية، تحصل على شهادة نهاية الدراسة إبان الاستعمار، غير أنه لم يواصل دراسته وفضّل العمل لإعالة عائلته، وانخرط في صفوف حزب الشعب سنة 1943 وتمكن بفضل عمله في الولاية من تزويد قيادة الحزب بالعديد من الوثائق والمعلومات قبل أن يضحي بوظيفته وينخرط انخراطا تاما في النشاط الحزبي مكرسا جهوده لخدمة الحزب، فبادر إلى تأسيس افرع شباب بلكورب، ويعتبر أول من ساهم في إنشاء لجنة الوطنيين المتكونة من مناضلين يملكون حقوقا وواجبات في المستوى المطلوب. وأضاف المتحدث في السياق ذاته أن المناضل محمد بلوزداد كان يتصف بحنكته السياسية، لذا فرض عليه المناضلون أن يكون المنسق والمسؤول الأول عن الحزب وعن التنظيم بالشرق الجزائري· وفيما يخص الأعمال التي ساهمت في بزوغ نجمه، فإنه لعب دور المنظم للمؤتمرات بتحديد أهدافها الخاصة وتحقيق الهياكل لتنظيم الحركة العسكرية من جهة والسياسية من جهة أخرى، وكذا تكوين المنخرطين في الحزب إلى جانب عمله الجدي على استمرارية حزبه بالشرق· وقد أرجع عمار بن تومي إصابة محمد بلوزداد بمرض السل إلى المجهود الكبير الذي كان يكرسه من أجل تحقيق حلم الثورة إلى جانب حياة الحرمان. من جهته، تحدث د. عامر رخيلة عن النضال السياسي للرجل، مؤكدا أن محمد بلوزداد كان يتسم بقدر عال من التنظيم والاستعداد التام للتضحية، حيث اتقق رفقاءه آنذاك على أنه كان مضرب المثل لهم في الوطنية، مما جعل أحد رفقائه اأحمد محساسب يصفه إثرها ابسعد زغلول الجزائريب، وبتلك الصفات والخصال تمكن من الترقية السريعة إلى قيادة حزب الشعب الجزائري· للإشارة المحاضرة حول محمد بلوزداد تدخل في إطار نشاطات جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع المركز الثقافي عيسى مسعودي .