أبرزت أمس شخصيات تاريخية وباحثون ومؤرخون كفاح المجاهد، أحمد محساس، ونضاله في الحركة الوطنية ودوره الرئيسي في إنشاء المنظمة الخاصة، ونشاطه في الجناح الوطني المتشدد لحزب الشعب الجزائري، وهو ما اعتبره محساس، الحاضر في هذا اللقاء التكريمي، أن الكفاح من أجل تحرير الشعوب وتنميتها ما يزال مستمرا ''بوسائل جديدة''· وركز الدكتور عمار رخيلة، خلال ''منتدى الذاكرة'' الذي خصصته يومية ''المجاهد'' وجمعية مشعل الشهيد لهذه الشخصية التاريخية، بمناسبة عيد ميلاده ال86 بمناسبة عشية توجهه إلى البقاع المقدسة، وبحضوره الشخصي، الذي يعد من بين الأوائل الذين لبوا نداء الواجب الوطني، على الجوانب المجهولة من شخصية محساس، خاصة مناقبه كمفكر وكسياسي ''متبصر'' وتحاليله ''الموائمة'' حول الوضع في البلد والعالمين العربي والإسلامي، وقال إن ''مشوار محساس لم يكن مشوارا شخصيا أو ذاتيا وإنما مشوارا متعلقا بشكل وطيد مع القضية الوطنية ومسخرا لحركة التحرر''· ومن جهته عرض الصحفي محمد عباس النسخة العربية لكتاب محساس تحت عنوان ''الحركة الثورية بالجزائر 1914 - ''1954 الذي أصدرته وزارة المجاهدين، وأكد أن محساس يوضح من خلال هذا الكتاب نظرية الثورة الجزائرية وإنجازاتها على الصعيد التاريخي، وذكر أن المجاهد محساس كان ينتمي إلى مجموعة شباب العاصمة الذين تكونوا على يد محمد يوسفي ومحمد بلوزداد ومحمد باشا· وأضاف أن ''محساس يصف السياق التاريخي الذي أحاط بإنشاء حزب الشعب الجزائري والمنظمة الخاصة انطلاقا من عناصر مسلحة كانت وراء تشكيل النواة الأولى التي فجرت حرب التحرير الوطنية''، وقد أنشأت هذه المجموعة خلايا سرية لحزب الشعب الجزائري بمنطقة الجزائر العاصمة بعد مجازر 8 ماي .1945 كما أكد أن محساس كان أول من بادر بإصدار نشرية ''الوطن'' التي كانت تحث الشباب على الكفاح المسلح ضد الاستعمار· وأشار إلى أن ''الفضل يعود للمجاهد محساس في ترقية قادة مستقبليين للثورة الجزائرية على غرار محمد بوضياف وعبان رمضان''· وقال إن محساس، الذي تم توقيفه وسجنه في 1952 بالبليدة، تمكن من الفرار من السجن مرفوقا بأحمد بن بلة وتوجه إلى فرنسا·