عاودت الأسرة الثورية مطالبتها بضرورة حفظ الذاكرة الوطنية، مشددة على لسان من صنعوا أحداث ال 8 من ماي ,1945 ''أن الجزائر ستظل تطالب بمبدأ الاعتراف والتعويض على السنوات التي اقترف فيها الاستعمار أبشع الجرائم''، واحتكم المجاهد وأحد نشطاء الحركة الوطنية قبل اندلاع الثورة عمار تومي، احتكم لاتفاقية لندن التي أنشأت من خلالها محكمة نورنبورغ لمجرمي الحرب العالمية الثانية والتي أقرت بضرورة متابعة المسؤولين عن أحداث ال 8 ماي العام 45 من القرن الماضي. وجاء ذلك عقب المحاضرة التي جمعت أمس الأربعاء ووجوه من الأسرة الثورية ونشاط من الحركة الوطنية ممثلين في شخص المجاهد عمار التومي والساسي بن حملة، حيث استرجعوا ذكريات مجازر الثامن التي اعتبرت من طرف الجميع نقطة التحول الرئيسية لإنهاء السيطرة الاستعمارية على الجزائر. وحسب شهادة المجاهد والناشط السابق في حزب الشعب الجزائري عمار التومي فان مجازر 8 ماي 1945 قد خلفت 40 ألف شهيد حسب وثائق وأرشيف القنصلية الأمريكيةبالجزائر و45 ألف حسب إحصائيات الحركة الوطنية، مشيرا أن هذه الأحداث الأليمة في الذاكرة الوطنية كان لها الفضل في رفع العلم الوطني لثاني مرة بعد تاريخ 14 جويلية العام ,1938 لكنها- يضيف المتحدث- أنها المناسبة الأولى التي رسخت صورة العلم الوطني لدى الجزائريين ودول العالم الأخرى، لتثبت أن هناك شعب يريد أن يتحرر من نير الاستعمار . بموازاة ذلك، أقر المجاهد التومي أن قانون تجريم الاستعمار يجب أن يعرض على البرلمان حتى وان لم تنوي الحكومة عرضه، مشيرا أن ذلك يجب أن يراعي فقط الآليات التي تسمح للبرلمان بالقيام بذلك. من جانبه ركز الأستاذ والمحامي عامر رخيلة على انعكاسات أحداث 8 ماي 1945 والنتائج التي تمخضت عنها لاسيما على فقدان العملية الانتخابية لصداها عند كافة الجزائريين، زيادة على تقريبها لوجهات النظر بين تيارات الحركة الوطنية التي تجمعت فيما بعد بشكل ضيق في المنظمة الخاصة '' لوس'' ثم في جبهة التحرير الوطني بشكل عام في الفاتح نوفمبر .1954كما أضاف إلى هذه النتائج المشاكل الإدارية التي نجمت على عدم تسجيل العديد من الضحايا والمسجونين ومن بينهم من قضى فترة سجنه حتى يوم الاستقلال. وزاد المتحدث ان أحداث ال8 من ماي 45 كان لها الأثر القوي في القضاء على الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية مقارنا اياها بالإمبراطورية البريطانية التي انهارت من قبل، معيدا الفضل في ذلك للثورة الجزائرية التي سجلت كواحدة من أهم ثورات القرن ال20 . وأوضح المتدخل أن هذه الأحداث أفشلت فيما بعد كل المخططات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي حاول من خلالها الاستعمار إطالة عمر تواجده بالجزائر، حيث نجحت ثورة العام 54 في وضع حد لأزيد من 132 سنة من النهب وسياسات الأرض المحروقة.