حلّ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أول أمس، في عُمان محطته الأولى قبيل رحلة علاجية إلى الولاياتالمتحدة. ودعا في خطبة وداع قبل سفره إلى مسامحته عن أية أخطاء ''غير مقصودة'' ارتكبها. وجاء التطور بعد إقرار البرلمان قانونا منحه الحصانة الكاملة، واحتج عليه عشرات آلاف المتظاهرين. وتأتي مغادرة صالح -الذي حكم 33 عاما- تطبيقا لمبادرة خليجية لحل الأزمة قضت بتسليمه سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي مقابل منحه الحصانة، على أمل إنهاء أزمة سياسية وأمنية استمرت أكثر من 11 شهرا وقتل وجرح فيها الآلاف. وأقر البرلمان قانون الحصانة، يوم السبت، حيث تكون كاملة للرئيس وجزئية لمساعديه. وشدد المتحدث باسم المؤتمر الشعبي العام عبد الحفيظ النهاري، على أن الرئيس يزور الولاياتالمتحدة للعلاج ولن يكون في زيارة رسمية. كذلك قالت الخارجية الأمريكية، إن تأشيرة قد استُصدرت، مشددة على أن ''الهدف الوحيد من الزيارة طبي''، وأن صالح ''سيمضي فترة محددة تتوافق والوقت المطلوب للعلاج'' من جروح بليغة أصيب بها في تفجير بصنعاء في جوان الماضي. وقال محللون، إن شروطا شديدة ستفرض على صالح مقابل علاجه في أحد مستشفيات نيويورك، قد تشمل منعه من الإدلاء بالحوارات الصحفية، حتى لا يستعمل زيارته منبرا سياسيا. وذكرت مصادر أن صالح سيغادر أمريكا قبل نهاية فترة رئاسته، عقب الانتخابات المزمع إجراؤها يوم 21 فيفري المقبل. وفي خطاب وداعي طلب صالح الصفح عن أية أخطاء ''غير مقصودة'' ارتكبها ''لأن الرئيس عنده حصانة من شعبه''، وقال إنه ''أفنى حياته خدمة لهذا الوطن''، معددا ما اعتبره إنجازات حققها وداعيا الفرقاء إلى المصالحة. وفصّل -حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)- برنامجه بعد عودته إلى اليمن قبل انتخابات الرئاسة، قائلا ''ننصب.. منصور هادي رئيسا للدولة.. ويستلم النائب سكن الرئاسة، و.. صالح سيأخذ حقيبته ويودعهم ليذهب.. إلى مسكنه''. وأضاف صالح في خطابه، إنه سيعود إلى اليمن ليرأس حزبه المؤتمر الشعبي. وتحدثت مصادر ليونايتد برس إنترناشيونال عن اجتماع عائلي عقده صالح قبيل مغادرته وضم أفراد أسرته وقبيلته كنوع من المصالحة. وقبيل مغادرته رقّى صالح نائبه الفريق منصور هادي إلى مشير، بعد يوم من إصدار الأخير مرسوما بمنحه الحصانة له ولمساعديه.