تحت المجهر يشرح عميد مسجد باريس، دليل أبو بكر، في هذا الحوار، خلفيات الصراع الدائر حول تمثيل الجالية المسلمة في فرنسا، إذ يؤكد محاولات المغرب الاستحواذ على المؤسسات الدينية الرسمية، بينما يجدد تمسكه بمطلب مراجعة المعايير الانتخابية لاختيار ممثلي الجالية المسلمة بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، مهددا في حال عدم استجابة وزارة الداخلية بمقاطعة انتخابات تجديد المجلس المقبلة··· تعيش الجالية المسلمة في فرنسا حالة انقسام حاد حول مسألة التمثيل في المؤسسات الدينية الرسمية، لدرجة أنكم قاطعتم انتخابات تجديد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، هل لا تزالون متمسكين بموقفكم؟ هذا المشكل مطروح ويجب معالجته، ولاحظنا تدخلات من كل الجهات في تشكيل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وقد اقترحت وزارة الداخلية الفرنسية معيار المتر المربع لتحديد عضوية ممثلي الجالية المسلمة في فرنسا، وهذا المبدأ لسنا موافقين عليه، وإن شاء الله سندرس هذا المشكل مع السلطات الفرنسية قبل الانتخابات المقبلة، وإذا لم تتم تسويته سوف نقاطع انتخابات التجديد· لكن مبدأ المساحة لا يحدد بدقة تعداد الجالية التي ترتاد هذا المصلى أو ذاك، ثم ألا ترون في الصراع الدائر محاولة مغربية للاستحواذ على تمثيل الجالية المسلمة؟ الجالية الجزائرية من أقدم الجاليات وقامت بإنشاء المصليات، ولكن ما جاء بعد ذلك من المغرب ودول عربية وإسلامية، وجدوا حول المدن أماكن عبادة كبيرة، فقاموا بإنشاء مصليات خاصة بهم، ولكن كانت ذات مساحة صغيرة، وبالتالي وجد وضع ثانوي مقارنة بالجالية الجزائرية، ولهذا نحن نحاول معالجة الأمر وإعادته إلى نصابه· وزن الجالية الجزائرية لا يمكن إنكاره، غير أن تمثيلها في المؤسسات الدينية الرسمية يبقى متواضعا؟ كل الناس واعون بهذا الاختلال بين مصالح المسلمين من أصل جزائري، تمثيلهم متواضع في المؤسسات الدينية مقارنة بتعدادهم السكاني، وبالتالي يجب أن يكون هناك إصلاح لنظام الانتخابات، بالنسبة للتمثيل هناك سوء تفاهم مع السلطات حول أحقية الجزائريين في تمثيل أهم، ونحن في اتصال متواصل مع السلطات الفرنسية لإعادة الأمور إلى مجراها، وإذا لم تكن استجابة حقيقية فسوف لن نتقدم إلى الانتخابات ولن يهمنا ما سيجري· هل من اتصالات تقوم بها السلطات الجزائرية على الصعيد الرسمي لمعالجة المسألة؟ في هذا الخصوص يتكفل سعادة وزير الخارجية، الذي هو على اتصال دائم مع السلطات الفرنسية ونحن نعتمد على السيد الوزير في هذا المجال، وإن شاء الله سنسترجع حقنا بثبات موقفنا· ألا تعتقدون أن السلطات الفرنسية تعمد إلى أسلوب التفرقة، واستغلال هذه الورقة سياسيا لإضعاف مسلمي فرنسا؟ هذا الأمر نشعر به، ونحن بالنظر إلى الأزمة العالمية نلتزم الصمت، ونتحمل أعباء وتبعات الأمر، لكن لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا الشكل· فيما يخص وجود المسلمين في فرنسا، الجزائريون ساهموا كثيرا طوال تاريخ فرنسا في النشاط الاجتماعي، البناء، قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي في ,1940 ,1914 ,1870 بالإضافة إلى حرب الهند الصينية، ولا يمكن نكران ذلك، وبالتالي لهم الحق في الازدهار ويطالبون بحقوقهم باعتدال، ونحن سندافع على وجودنا وعن حقنا في الذاكرة· نطالب بالعدالة التامة ليس للجزائريين من هذا الجيل، بل حتى الذين سبقونا، من غير العدالة أن ننسى أسلافنا· كنت قبل أسابيع في قلب عاصفة أثارتها تصريحاتكم لمجلة إسرائيلية، ما هي خلفية هذا الجدل وكيف واجهتم ذلك؟ كانت تلك الحملة في ظرف صعب، وكان هناك مناورات مغرضة، وصبت بعض الأطراف الزيت على النار، وأعتقد أن الهدف هو إلحاق الضرر بنا، ونحن واجهنا العاصفة وقمنا بالاتصال مع السفير الفلسطيني وشرحنا المغالطات التي حاول خصومنا الترويج لها، وقلنا للسفير الفلسطيني، أنه تربطنا مع الشعب الفلسطيني صداقة ودم وتاريخ·· ولا يوجد أي سوء تفاهم بيننا، كما عبرنا له عن تضامننا مع مسلمي الشرق الأوسط، وعن اهتمامنا الدائم بالقضية الفلسطينية، وأكدنا عن استعدادنا لمساعدة إخواننا في كل المجالات·