اتهم، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، حركة العدل والإحسان المغربية بتحريك الصراع الدائر في فرنسا حول التمثيل الجزائري والمغربي للجالية المسلمة في المساجد والمنظمات والهيئات الإسلامية في فرنسا، ووسعت من دائرة التشويش على جدوى أداء الجالية وسماحة الدين الإسلامي• وقال غلام الله، في تصريح ل ''الفجر''، إن جماعة العدل والإحسان المغربية تقوم بهذا العمل من أجل الحصول على مكانة سياسية في فرنسا وفق طرق وأساليب ملتوية وفوضوية، على حد تعبيره، مضيفا أن مسعاها هذا لن يتحقق مادام يتم وفق هذه الطرق غير المشروعة ولن يحقق أي نتيجة• وعن الصراع الذي يشهده مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا، قال غلام الله إن الجزائريين انسحبوا من هذا المجلس بعد اعتراضهم على الطريقة التي تم بها انتخاب المجلس، والتي شابتها نقائص، على حد تعبيره• وربط الكثير من الملاحظين ضلوع الرباط كذلك في تأجيج الصراع على مجلس الديانة الإسلامية ومحاولة جعل التمثيل مقتصرا على الجالية المغربية، بالرغم من أن الجالية الجزائرية هي أكبر جالية مسلمة في فرنسا، حيث يعرف المجلس حالة شلل شبه تام، وكان آخر هذه المظاهر الهجوم الذي تعرض له مدخل مسجد باريس وعميده الجزائري، دليل بوبكر، الجمعة الفارط، من طرف جماعة منتدى الشيخ ياسين المغربية التوجه، ومطالبتهم باستقالته من أجل الاستئثار بتسيير أكبر مسجد في فرنسا• ووسط هذه التجاذبات، يسعى البعض الى خلق فضاءات بديلة وموازية للمجلس، حيث عادت فكرة إنشاء هيئة معنية بالهوية الثقافية لمسلمي فرنسا الى الواجهة، وانطلقت مجددا عبر رجل الأعمال الجزائري الأصل، عز الدين بوعمامة، الذي يسعى في مرحلة أولى إلى إطلاق هذه الهيئة على مستوى إحدى المناطق الفرنسية والعمل على إنجاحها، ومن ثم ربما تعميمها على مستوى البلاد• وأفادت تقارير إخبارية بأن بوعمامة، 50 سنة، الذي يقيم في مدينة كان بالجنوب الفرنسي، يجري اتصالات مع السلطات المحلية في منطقة نيس وضواحيها مع أفراد الجالية المسلمة في المنطقة، لإنشاء هيئة، يقول عنها إنها مكملة لمجلس الديانة الإسلامية وكفيلة بالتعامل مع المشكلات الإجتماعية التي يواجهها المسلمون في مجالات مثل التعليم والسكن، كما أن هذه الهيئة ستكون معنية بترسيخ اندماج المسلمين في مجتمعهم الفرنسي، لكونهم لايزالون على حد قول بوعمامة، شديدي الارتباط ببلدانهم الأصلية سواء الجزائر أم المغرب•