لوحت مصادر إعلامية فرنسية، أمس، باحتمال تراجع الجزائر عن تمويل مسجد مرسيليا الكبير بسبب المحاولات المغربية للسيطرة على تسييره عبر جمع الأصوات لصالح المغربي نور الدين شيخ، بالرغم من أن رئاسة الجمعية الدينية المسيرة للمسجد بمدينة مرسيليا كانت من نصيب الجزائري عبد الرحمان غول. انتقلت شرارة الكولسة المغربية حول تسيير المساجد بفرنسا من العاصمة باريس إلى مدينة مرسيليا التي تشهد تشييد أكبر مسجد بأوروبا، تعتبر الجزائر أول المساهمين في بنائه بنسبة 40 بالمائة، أي ما يعادل خمسة ملايين أورو. واتهمت رئيسة جمعية العائلات المسلمة بمرسيليا، نصيرة بن مارينة، المجلس الجهوي للديانة الإسلامية قائلة ''في الوقت الذي يستجوب فيه أخذ قرارات هامة في شأن هذا الصراع، اتجه المجلس نحو تدعيم الصراع القائم بين المغاربة والجزائريين وهو ما سيؤثر سلبا على الجالية المسلمة بمرسيليا''. في حين انحازت نورا بريزيوسي، عضوة في ''الاتحاد من أجل الأغلبية الشعبية'' إلى الطرف المغربي، معتبرة أن ''نور الدين شيخ هو المبادر بتسيير الجمعية الدينية وله الحق شرعيا في إكمال مهمته''. وتعود أصول الحرب الخفية التي يخوضها الإخوة المغاربة للسيطرة على إدارة المؤسسات الدينية بفرنسا إلى قضية مسجد باريس ومحاولة الإطاحة بعميده دليل أبو بكر من رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بالاعتماد على قانون وزارة الداخلية الفرنسية الذي يحدد التمثيل بمساحة أماكن العبادة، إلا أن انسحاب الجزائريين من المجلس جراء نظام الانتخابات المعتمد والسيطرة المغاربية عليه جعله فاقدا للشرعية في نظر الرأي العام الأوروبي المسلم وهو ما حتم على بلدية باريس إعادة النظر في القضية وترجيح الكفة للطرف الجزائري من خلال تسيير مسجد مرسيليا وهو ما أثار حفيظة المغاربة الذين يهدفون إلى بسط يدهم على كافة المؤسسات والهيئات الدينية، إلا أن الكولسة هذه المرة لم تأت أكلها لأن السلطات الجزائرية ساهمت في تمويله بنسبة كبيرة وهو ما أعاد اليها مكانتها على الصعيد الديني بفرنسا . وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، قد ندد في وقت سابق بالحراك المغربي في فرنسا الساعي إلى خلق البلبلة وسط الجالية المسلمة والنيل من سمعة الائمة الجزائريين للاستيلاء على المساجد لصالحهم.