عقدت جبهة التغيير، أمس، مؤتمرها التأسيسي الذي يدوم يومين، بحضور قياسي قدره المنظمون ب 7 آلاف شخص، بين مندوبين ومشاركين ومدعوين من مختلف التنظيمات والتشكيلات السياسية الدولية، وجّه خلاله رئيس لجنة تحضير المؤتمر أحمد الدان وعبد المجيد مناصرة الرئيس المفترض، رسائل قوية للسلطة ولجبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم، كان أقواها يقين مناصرة بأن ''جبهة التغيير ستكون ضمن الأغلبية الجديدة المشكلة للحكومة القادمة''· حرص منظمو المؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير إعطاءه البعد الدولي، بدعوتهم أسماء وشخصيات هامة من حركات وتنظيمات إسلامية دولية تحتل واجهة الأحداث السياسية وقضايا الساعة العربية، وهي رسالة تقول مصادر من الجبهة إنها ''دليل على تجذر وطول أذرع جبهة التغيير داخل وخارج الوطن''· وكان من بين أهم الحضور فتح الله أرسلان أمين عام جماعة العدل والإحسان المغربية الذي حمل، في كلمته، تحية من مرشدها العام الشيخ عبد السلام ياسين· ومثل المؤتمر الوطني السوداني عز الدين أحمد أبو اسماعيل وعن الحزب الإسلامي الإيريتيري آدم اسماعيل أحمد، وعن جمعية المنبر الإسلامي البحرينية صلاح علي، وعن جبهة العمل الإسلامي الأردنية، الأمين العام حمزة منصور، وعن حزب العدالة والتنمية المغربي محمد رضا بن خلدون، وعن عن التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني، الشيخاني ولد بيبيه، ورياض شعبة عن حزب النهضة الإسلامي التونسي، وعمار وجيه عن الحزب الإسلامي العراقي· ومن السلك الدبلوماسي أكدت مصادر من التنظيم، حضور سفيري مصر والصين· أما بالنسبة إلى المدعوين الجزائريين، فكان الغياب هو الأبرز عن الحضور، فقد أكد منظمو مؤتمر جبهة التغيير أن الدعوة وجهت للجميع، إلا أن لا أحد من التحالف الرئاسي حضر، وتقول مصادر إن حركة مجتمع السلم لم تكن معنية بالدعوة على الإطلاق، وقالت مصادر أخرى إنها وجهت لها· كما كان من أبرز الغائبين الشيخ عبد الله جاب الله الذي كان قد أعلن معارضة صريحة للتآلف الإسلامي ولمبادرة لم الشمل· وحضر محمد بوعزارة بصفته نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني ممثلا عن الأفلان· أما عن الأحزاب الأخرى فقد كان حزبا النهضة وجبهة الجزائرالجديدة في المقدمة بقائديهما فاتح ربيعي وجمال بن عبد السلام· كما حضر المؤتمر الشيخ الهاشمي سحنوني أحد أبرز وجوه الفيس المحل، والأمين العام لحزب الكرامة، أيمن حركاتي، بالإضافة إلى عائلة الشيخ محفوظ نحناح تتقدمها أرملته· وخلال فسح المجال أمام الكلمات، هاجم أحمد الدان رئيس لجنة تحضير المؤتمر، في كلمة افتتاح الجلسة الأولى، الأفلان بقوة قائلا ''من ضاقت به الحروف ستضيق به الجزائر، ونحن نعلم أنه من يقصينا من أجل حرف لا ننتظر منه أن يحضننا في السياسة''، في إشارة منه إلى ضغط هذا الحزب على الداخلية لتغيير اسمه من ''جبهة التغيير الوطني'' إلى ''جبهة التغيير''، بداعي التشابه الذي قد يغلط الناخبين في الاستحقاقات القادمة· وكان أحمد الدان قد أعلن أن حزبه ''إسلامي·· إسلامي·· إسلامي أحبنا من أحبنا ورفضنا من رفضنا''، مستدركا ''لكن لا مكان عندنا للإقصاء أو تصفية الحسابات''، معتبرا المؤتمر التأسيسي ومستوى الحضور فيه ''بداية التغيير''· أما كلمة عبد المجيد مناصرة فكانت الأقوى، على خلفية تضمينها رسائل قوية، أولاها مباشرة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ''إذ لا جدل أنك رئيس منتخب لكن عليك ضمان العهود وتحمل مسؤولياتك، فالإصلاحات ضيعت وهاهي اليوم فرصة للتغيير فلا تضيعوها''، ورسالة مبطنة لحركة مجتمع السلم ''ها نحن نعود إلى هذه القاعة مع تغيير إصلاحي ليس كما كنا قبل أربعة سنوات···عدنا بالعهد المسؤول، وسنطوي صفحة شاحبة وآثار كابوس مفزع لنحلم بصفحة ناصعة''، مواصلا ''عدنا نبني بلا تهريب ولا فوضى ولا دماء''، لينفجر مناصرة باكيا تحت تصفيقات وتكبيرات القاعة، في إشارة إلى إقصاء جماعته وأنصاره في المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم· ويوجه رسالة استباقية أخرى للسلطات قائلا فيها ''جبهة التغيير ستكون ضمن الأغلبية الجديدة المشكلة للحكومة''· ورسالة أخرى قال إنها للطغاة ''اليوم الشعب ولا طغيان بعد اليوم''، داعيا الدول المهتمة يالشأن الجزائري ''ألا تحشر أنفها في السيادة الوطنية، لأن الشعب يأبى ذلك''، داعيا إلى سياسة خارجية ''''غير مبنية على الحسابات والنزاعات واتحاد مغاربي دون الأهواء مفعّل ومهيكل''· ومن الشعارات التي رفعت في المؤتمر ''الجزائر من التحرير إلى التغيير'' ''تغيير سلمي و آمن''، ''الشعب يريد التغيير''، ''فلسطين قضية وجود وليس قضية حدود''·