كلما اقترب موعد الانتخابات التشريعية، زاد حماري اضطرابا وقلقا ونرفزة إلى درجة لا تطاق... نهق عاليا وقال... يقول ابن سينا إن الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء والصبر أول خطوات الشفاء.·. هذه هي الحكمة التي سأطبقها حتى لا أتوتر. قلت·.. يبدو أن حالتك صعبة أيها الحمار؟ قال غاضبا..· كيف لا تريدني أن أتوتر وأنا أرى الوجوه التي من المفترض أنها ستتقلد بعض مقاليد الحكم في المستقبل·.. حتى لا أقول الحكم كله··. قلت··· هذا ما يوجد في قاع القدر يا حماري..· تريد أن نستورد من الخارج؟ أطلق صوتا مخيفا وقال... هذا واش خص·.. استوردنا كل شيء وبقي هذا فقط··· قلت..· إذن اقنع أن القناعة كنز لا يفنى··· ضرب بحافريه الأرض وقال فعلا الصبر هو العلاج الوحيد لأي مشكلة·.. علينا بجرعات الصبر··· قلت.·. لقد وجدت حلا نافعا يا حماري لذلك ابتعد عن الغضب والقلق فهذا سيجعل صحتك على المحك ولن تجد من يداويك؟ نهق بشدة وقال·.. قلبي على بلدي..· كنت أريد أن يكون بأفضل حال ولا يوشع مصيره بين أيدي من لا يعرفون قيمته؟ قلت··· هذه وجهة نظرك فقط يا حماري، ربما أنت لم تقتنع بالموجود ولكن غيرك سعيد ومقتنع بكل هؤلاء··· صرخ ...تلك هي المصيبة··· قلت..· لا مصيبة ولا شيء... كل شيء فكرة في الرأس، حاول أن تقنع نفسك أن الموجود يصلح وأكيد سوف تشفى من أوهامك.·· دخل إلى فرشته وغطى رأسه وقال·.. الأفضل أن أخبئ رأسي تحت الظلام·.. ولا أحاول فلسفة الواقع··· ثم كيف لحمار مثلي أن يفهم أحسن من في السلطة؟