قال حماري وهو يتأمل صور السياسيين في الجرائد هل يا ترى يقول هؤلاء الصدق؟ قلت ضاحكا·· أنت تبحث عن المستحيل·· كيف يمكن أن تلتقي السياسة مع الصدق؟ قال·· إذن لهم قدرة على الكذب لدرجة أنهم حينما يريدون قول الحقيقة لا يستطيعون·· قلت·· ليس ذنبهم يا حماري لأن السياسة سلحتهم بالمكر والخداع وحرمتهم من النبوغ والعبقرية·· تنهق حماري عاليا وقال·· لكنهم يدعون العلم والثقافة وكل واحد يتهم الآخر بقلة الاحترافية والمعرفة في دهاليز البوليتيك·· قلت·· أظنها لا تتعدى أن تكون تمويها فقط·· قال·· ومع ذلك مازال الشعب يصدق ما يقولون ويطمع في أن تكون المؤسسات السياسية على أفضل ما يكون في المستقبل·· إنفجرت من الضحك وقلت له·· تظن أن البرلمان سيتغير من النوام؟ قال·· أنا لا أعتقد ولكن الأغلبية يعتقدون·· قلت·· أنت تكتب وعودهم على صفحة من ماء وهم لا؟ قال·· أنت تعرف كل الغاشي يدركون بداخلهم أن الوجوه المقرفة ليست الممثل الحقيقي لهم ومع ذلك يتزاحمون يوم الانتخاب وكأنهم يريدون دخول الجنة·· إستوقفته ساخرا·· هذا يدور في مخيلتك فقط أيها الحمار·· نهق عاليا وقال·· هل تظن أن الانتخابات التشريعية القادمة ستعرف إقداما مميزا؟ قلت·· على حسب·· قال·· تقصد على حسب الشكارة لأن الأصوات تباع أيضا في سوق الدلالة السياسية والبقاء للأقوى·· قلت·· أخطأت طريقك لو مشيت في طريق السياسة أفضل لك·· قال·· لا أعرف سوى النهيق والشعب لن يصدق حمارا مثقفا مثلي·· هم يصدون الأغبياء فقط··