بعد مقاطعة لاستحقاقين تشريعيين متتالين (2002 و2007)، أعلنت جبهة القوى الاشتراكية على لسان سكرتيرها الأول علي العسكري قرار مشاركتها في الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع تنظيمها في العاشر من شهر ماي المقبل، وهي مشاركة اقتضتها -حسب زعيم الأفافاس- الضرورة التكتيكية· وأوضح علي العسكري، في ندوة صحفية عقب أشغال الدورة الطارئة للمجلس الوطني للحزب أن جبهة القوى الاشتراكية قررت المشاركة في الانتخابات التشريعية ''من أجل إعادة الحركية للنشاط السياسي'' داخل المجتمع، مضيفا أن هدف الحزب يكمن في ''التعبئة السلمية والسياسية للجزائريين والجزائريات لإعطاء حركية ووضع حد للجمود السياسي المؤسساتي''· من جهته، أكد رئيس الحزب حسين آيت أحمد، في رسالة وجهها لأعضاء المجلس الوطني، أن رؤيته الخاصة بهذه الانتخابات ''كانت واضحة منذ مدة''، غير أنه أراد -كما جاء في الرسالة- ''جس النبض'' داخل الحزب والاستلهام من مناقشات المناضلين، قبل الكشف عن هذه الرؤية، مضيفا أنه اختار هذا التوقيت للإعلان عن دخوله المعترك السياسي القادم بعد ''أن تأكد من وجود رجال قادرين على خوض غمار المعركة ووجود قاعدة متينة تمكن الحزب من المشاركة في إحداث التغيير المنتظر على مستوى الساحة السياسية في الجزائر التي وصفها بأن اللعب فيها محفوف بالمخاطر ومفتوح على كل الاحتمالات''· وأضاف آيت الحسين إن ''الفوز في الحرب يتوقف على قوة السلاح، لكن السلاح لا يكون ذا فعالية إذا لم يقع في أيد تحسن استعماله، لأن الرجال أساس تحقيق الانتصار''· واعتبر حسين آيت أحمد أن دخول المنافسة التشريعية ''أمر لا بد منه''، لأنه السبيل الوحيد لإحداث المقاطعة مع الاستبداد وتجاوزات النظام الحالي، مضيفا أن ''دخول حزب جبهة القوى الاشتراكية الانتخابات التشريعية هي ضرورة تكتيكية بالنسبة إلى الأفافاس، وتماشيا مع إستراتيجيتنا للبناء السلمي والبديل الديمقراطي لهذا النظام الاستبدادي والهدام والفاسد''، مؤكدا أنه حان الوقت لرحيله وأن ''الجزائر ليست بحاجة لأحداث كتلك التي شهدتها الدول العربية، لأن شعبها على وعي بأن اجتثاث النظام القائم لا يكون بقوة السلاح بل بالسياسة التي يشارك فيها الجميع وكل واحد منه يقدم رأيه''، داعيا إلى فتح الطريق أمام التيارات السياسية للتنافس الحر والنزيه بعيدا عن التوجيه والتلاعب، وضرورة ''السماح بحصول صراع سياسي يلعب على الطاولة وليس تحتها، لأن الاستيلاء على السلطة بالقوة أمر أكل عليه الدهر وشرب والشعوب استفاقت من غيبوبتها التي كانت عليها في وقت مضى''· وفي أمثلة قدمها آيت احمد عن فشل النظام الحالي، قال ''شاهدنا جميعا كيف أن التقلبات الجوية الأخيرة أظهرت هشاشة النظام وعدم قدرته على التعامل مع أبسط الكوارث التي تحل بالبلد، وهذه هي النتيجة الحتمية للحكم الذاتي''· كما تحدث آيت أحمد عن عصابات قال إنها تمسك بزمام الأمور في البلد، وصار من الواجب ردعها وإنهاء تواجدها في الجزائر: ''هناك عصابات تحكم السيطرة بالطول والعرض وكأننا نعيش في زمن الملوك''· أما عن الأحزاب الإسلامية، فقال زعيم الأفافاس ''إنهم سبب النكسة التي مر بها البلد وأسالت دماء الجزائريين لأزيد من عشر سنوات''، مضيفا ''أنا لا أؤمن بهم تماما لأنهم متعصبون''· هذا، وختم حسين آيت أحمد رسالته بدعوة الجزائريين إلى المشاركة بقوة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة والخروج بقوة لقطع الطريق أمام من لهم مصلحة في استمرار الأوضاع الحالية وإنقاذ البلد من الأخطار التي تتربص به، على المستوى الداخلي والخارجي على سواء، معتبرا أن ''مقاطعة التشريعيات لا تشكل بديلا فعالا للمشاركة في الانتخابات''· تجدر الإشارة إلى أن آخر مشاركة لجبهة القوى الاشتراكية في الانتخابات التشريعية تعود لعام ,1997 حيث قاطع الحزب تشريعيات 2002 و.2007