··· وهكذا، قرر الدا الحسين أن يدخل الإنتخابات·· أما أنا فلم أفهم لماذا هذه المرة قرر الدا حسين أن يدخل الإنتخابات، هو قال، إن الدخول تكتيكي·· وأنا لم أفهم كيف يكون الدخول إلى الإنتخابات تكتيكيا·· ما تعلّمته عن الدا حسين، هو رجل ثوري·· هو رجل راديكالي، هو رجل لا يؤمن بلعبة النظام، هو رجل ظل طول عمره في المعارضة عندما دار عليه إخوته في الحرب، لكنه مع ذلك، نسي كل شيء·· كل ما قال·· وقرر أن يكون مثل بلخادم، مثل أويحيى، مثل عمارة بن يونس، مثل لويزة حنون، مثل موسى تواتي، مثل جاب الله، مثل سلطاني، مثل عبد المجيد مناصرة، مثل القادم الجديد من الأدب إلى السياسة عبد العزيز غرمول·· ومثل، ومثل، ومثل الذين قرروا الدخول إلى الإنتخابات·· ما الذي غيّر الدا الحسين أو ما الذي تغير في الدا الحسين·· هل هي الشيخوخة التي تقودك إلى الحكمة والإستسلام أم شيء لا تعرفه؟! فالنظام لازال هو، هو، لم يتغير يوما فبوتفليقة لا زال رئيسا صاحب عهدات ثلاثة، وأويحيى لازال رئيسا للحكومة، وبلخادم لازال الممثل الشخصي لبوتفليقة، وولد قابلية لازال وزيرا، وزرهوني لازال في السلطة، فيا إلهي ما الذي تغير، ودفع بالدا الحسين أن يتغير فجأة ليدخل عرس السلطة؟! هل ندم الدا الحسين على المعارضة التي قادها، وآمن أنها لا توصل إلى شيء؟! هل اتصل في السر ببوتفليقة كما قال سعيد سعدي ذلك عندما التقى بعض الإعلاميات والإعلاميين في السفار الإنجليزية منذ فترة قصيرة وادّعى أنهم أي الذين في السلطة وعدوه بجزء من الطورطة؟! أم يعود ذلك إلى لعبة ستظهر بعد التشريعيات خيوطها، ويتحول آيت أحمد إلى رمز يلتف حوله الوطنيون والديمقراطيون لمواجهة الإسلاميين في حالة ما حققوا انتصارا كبيرا في الإنتخابات·· ماذا يعني هذا يا إلهي؟! هل سيلعب الدا الحسين نفس الدور الذي لعبه مباشرة إثر الإعلان عن النتائج الإنتخابية التي فاز بها الفيس في عام 1992؟! التكتيك الذي أعلن عنه الدا الحسين، غير مقنع وغير مفهوم حتى وإن فهمت الآن لماذا تخلى الدا الحسين عن العزيز طابو واستبدله برجل اسمه العسكري، برغم أن الدا الحسين قاد معارضته ضد كل من هو عسكري···