لم يستبعد علي العسكري السكريتير الأول في الأفافاس المخاطرة بالحزب بمشاركته في التشريعيات القادمة، ''لأنه من الصعب تحريك الجزائريين حاليا''، مفندا بسخرية أن تكون المشاركة ''ضمانا لكوطة معينة أو ثمرة مفاوضات مع المخابرات''· تمحورت معظم أسئلة الصحفيين، في الندوة الصحفية التي عقدها علي العسكري رفقة قياديين من الحزب هما شافع بوعيش ورشيد حاليت، حول الخلفية التي على أساسها قررت جبهة القوى الاشتراكية المشاركة في التشريعيات القادمة، بعد مقاطعتها لعهدتين تشريعيتين· وبالمقابل تمحورت الإجابات حول تبريرات ودفاعات ذات طابع تنظيمي وسياسي· بالنسبة إلى جبهة القوى الاشتراكية، ''المشاركة ليست أكثر من وسيلة بين عدة وسائل أخرى لحل الأزمة في الجزائر''، وجاءت -حسب علي العسكري- ''بعد نقاش واسع وعميق مع القاعدة وتأخر الإعلان عن المشاركة، لأننا الأفافاس ولسنا حزبا آخر يتسرع في اتخاذ المواقف·· في الأفافاس يجري نقاش كبير وليس من السهل اتخاذ قرار نهائي في ظرف وجيز''· وإذا كان هذا الكلام يوحي بأن هناك قطاعا كبيرا من الأفافاسيين الرافضين للمشاركة، فإنه في نهاية المطاف ''لم يعارض المشاركة في الانتخابات سوى أربعة أعضاء من المجلس الوطني''، وهو العصب الحيوي بين هيئات الحزب· ولم يستبعد السكريتير الأول ''المخاطرة بالحزب بدخوله التشريعيات، ونحن مدركون تماما لهذا الأمر، إلا أننا لا نستطيع التقدم بدون مخاطرة، ومشاركتنا هي أسلوب من بين عدة أساليب أخرى لحلحلة الأزمة التي تعرفها مؤسسات البلاد''، معترفا بأنه من الصعب اليوم تحريك الجزائريين بالنظر إلى الصعوبة التي يعيشونها على كل الأصعدة، لكن مقابل ذلك لا ينفي الأفافاس عن نفسه القدرة على ''إعادة الحراك إلى الجزائريين وإلى المؤسسات والهيئات، معتبرا أن ''هذا الحراك هو الإستراتيجية الوحيدة لتخطي الانسداد الذي تعرفه الجزائر ومنطقة القبائل والنظام''· أما عن التخوف من فقدان المصداقية التي ''يتمتع بها'' الافافاس في حالة تسجيل نسبة مشاركة ضئيلة، كانت إجابة العسكري جاهزة: ''هذا كلام سمعناه من قبل··· هكذا قالوا لنا في محليات ,2002 لكننا دخلنا وخرجنا بنتائج مشرفة''· واستبعد العسكري أية تحالفات يمكن أن تجمع جبهة القوى الاشتراكية بأحزاب أخرى، وقال ''سندخل بمفردنا''، رافضا التعليق على التكهنات التي تضع الإسلاميين في مقدمة النتائج· وكشف القيادي رشيد حاليت خلال الندوة، في سياق متصل، أن ''الافافاس''ستكون حاضرة في كل ولاية ''حتى ولو كان الرهان مقعدا واحدا''· الأفافاس ينفي اتصالات مع المخابرات أو تلقيه كوطة مقابل مشاركته أما الخطاب المعهود لجبهة القوى الاشتراكية، حول المخابرات وبعض العصب في النظام، بدأه علي العسكري السكريتير الأول حينما قال إننا ''سنترك لبعض النخب السياسية والجامعية مهمة البرهنة على تأويلاتهم الحاقدة التي تتحدث عن كوطات مزعومة للأفافاس أو اتصالات مع المخابرات''، حول مشاركتها في التشريعيات القادمة· وبسخرية أضاف: ''فليبحثوا حتى في ويكيليكس إذا أرادوا''· وخاطب العسكري، في سياق ذي صلة، من أسماهم ''قدامى حركى النظام'' بالكف عن التشويش على الجبهة ''وإلا تحدثوا عن أحداث خطيرة جدا جرت عندما كانوا في مناصب مسؤولية''، مؤكدا أنه لا يملك إجابة غير هذه حول كل من قال إن الافافاس فاوض جهات في النظام للمشاركة: ''نحن لم نقرر ذلك إلا بعد نقاش واسع ولا علم لنا بموافقة مسبقة بين الافافاس وجهات أخرى''، نافيا أيضا ربط ''مشاركة الأفافاس بمقاطعة الأرسيدي''· وأما عن نزاهة الانتخابات القادمة لم ينف العسكري أن إمكانية التزوير قائمة، وأن لجنة القضاة ليست ضمانا لأنها ليست مستقلة، ''ولكن في حال تم التزوير سنبدي موقفنا في وقته''·