شكل مفهوم النشاط البدني ومرض السكري، أمس، في اليوم الدراسي الحادي عشر للطب الرياضي بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، أهم نقطة تطرق إليها الأخصائيون، الذين أكدوا على الدور الهام الذي يلعبه النشاط البدني في الوقاية من حدوث داء السكري. أكد الدكتور بلحوسين، أخصائي الطب الرياضي وإعادة التأهيل العضوي في مؤسسة الطب الاستشفائي بالجزائر العاصمة، في مداخلته ''مرض السكري والنشاط البدني'' في فعاليات اليوم الدراسي الحادي عشر للطب الرياضي، أن الأمراض المزمنة تتسبب في 60 بالمائة من الوفيات المسجلة سنويا في جميع أنحاء العالم، حيث أشار إلى إن 35 مليون شخص من الذين توفوا في 2005 من المصابين بالأمراض المزمنة وتقل أعمارهم عن 70 سنة، وأغلبيتهم نساء. من جهة أخرى، حذر من أن تعرف نسبة احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة زيادة حادة قدرها ب 17 بالمائة خصوصا في البلدان الفقيرة التي تعد فضاء ملائما لتنامي هذه الأمراض. وفي السياق نفسه، قال إن داء السكري من العوامل المهددة لصحة الإنسان، ما يستلزم دق ناقوس الخطر للوقاية منها، خصوصا مرض السكري النوع ,2 الذي يرجع إلى اضطراب خلايا ''بيتا''، ويبدأ بالظهور في الغالب بزيادة بسيطة في السكر في الدم، ويستمر بالارتفاع مع التقدم في العمر خاصة مع زيادة الوزن. وتعد المجتمعات المعاصرة -حسبه- أكثر عرضة لهذا الداء، نظرا لنمطها المعيشي الذي يعتمد على أغذية تحتوي على نسب عالية من السكر، مؤكدا من ناحية أخرى أن ممارسة النشاط البدني من أكثر الحلول الناجعة للوقاية من حدوث هذا النوع من داء السكري، خصوصا بين الأفراد الذين لديهم الاستعداد للإصابة بهذا المرض، مضيفا إن فكرة زيادة النشاط البدني لا تقتصر فقط على قاعات الألعاب الرياضية أو الركض لمسافات طويلة، بل إن إمكانية زيادة النشاط البدني يكمن أساسا في طريقة إحداث تغييرات في أسلوب حياة كل فرد، على غرار الاعتماد أكثر على المشي أو ركوب الدراجة، وكذا السباحة، مع الحرص على ضرورة مراعاة شرط السن في فترة إجراء هذه الأنشطة الرياضية التي تساعد على تخفيض إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس، وهو الهرمون الذي يعد سببا مباشرا في الإصابة بداء السكري النوع ,2 وذلك في حالات تسجيل زيادات غير عادية في الجسم.