أثارت جملتان تفوه بهما وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتفو بحق مهاجر مغربي ضجة إعلامية، حيث أظهرت الخلفية العنصرية التي يضمرها صديق نيكولا ساركوزي والوزير في حكومته، وكانت الجملتان اللتين خاطب بهما وزير الداخلية الشاب ذا الأصول المغاربية، خلال تجمع شبابي نظمه حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، نهاية الأسبوع، عندما طلب شاب يُدعى ''أمين'' التقاط صورة مع الوزير بعد أن عرّفته إليه سيدة قائلة إنه عربي لكنه يشرب ''البيرة''، فقال أورتفو متهكماً إن ''أمين لا يشبه النموذج الأصلي''···'' وفي حال اقتصر الأمر عليه، فلا مشكلة، أما إذا تعدى العدد واحداً، تبدأ المشكلات''· وفور انتشار أنباء التصريحات العنصرية، سارعت أحزاب المعارضة اليسارية والجمعيات المناهضة للعنصرية إلى اتهام وزير الداخلية بالعنصرية، ودعا البعض إلى إقالته فوراً· وإزاء عاصفة من ردود الفعل على ما قاله، أوضح بريس أورتفو في بيان محاولا تبرير ما قاله، حيث كتب أنه عندما تحدث عن مشكلات تبدأ إذا تعدى الأمر شخصاً واحداً، لم يكن يقصد الانتماء العرقي للشاب المغاربي، بل كان يريد القول إن ''كثيرين طلبوا التقاط صورة معه ما أخّر مغادرته المكان''· وقال من جهته، الجزائري الأصل عزوز بقاق، وهو وزير سابق لشؤون تكافؤ الفرص، علّق على نفى وزير الداخلية فوصفه بالكذاب، ووسط هذا الجدل الحاد انبرى أمين للدفاع عن أورتفو نافياً عنه تهمة العنصرية· بريس أورتفو الذي تعاقب زملاؤه في الحكومة على دفع تهمة العنصرية عنه، تولى حقيبة الداخلية منذ شهرين فقط، وكان قبل ذلك وزيراً لشؤون الهجرة ويتهمه خصومه ومنظمات حقوق الإنسان بترحيل عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من فرنسا· وليست هذه المرة الأولى التي يتفوه فيها بريس أورتفو بمثل هذه العبارات التي تحسب على العنصرية، أو تعبر عن باطن المسؤول الفرنسي المحسوب على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأحد أقرب المقربين منه، حيث سبق وأن تفوه بكلمات مشابهة تجاه فضيلة عمارة، وقد أثارت حينها زوبعة إعلامية· من جهته، قلل عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، من أهمية تصريحات وزير الداخلية أورتفو·