فشل ممثلا الجزائر شبيبة بجاية وأولمبي الشلف في خرجتهما الإفريقية في إطار الدور 16 من منافسة رابطة الأبطال، حيث مني الأول بهزيمة مخجلة أمام أمادوديالو فوق ميدانه (1 - 2)، في حين لم يستطع الثاني سوى تسجيل تعادل سلبي بالشلف أمام فيتاكلوب الكونغولي، مما يرهن حظوظهما في تخطي هذا الدور. وبقدر ما كانت الصدمة كبيرة على جماهير الفريقين والجمهور الجزائري بصفة عامة، بقدر ما فتحت النقاش مجددا حول العجز الذي باتت تعاني منه الأندية الجزائرية في المنافسات القارية، حيث سجلت تراجعا كبيرا مقارنة بالإنجازات التي حققتها في الثمانينات والتسعينات وبالتالي لم تعد تخيف منافسيها مهما كان مستواهم، فقبل أولمبي الشلف وشبيبة بجاية، عرفت كل الأندية الجزائرية بما فيها العريقة على منوال شبيبة القبائل، مولودية الجزائر ووفاق سطيف نفس المصير، ولم تتمكن من تحقيق نتائج مرضية، وهو ما طرح علامات استفهام حول مغزى المشاركة من أجل المشاركة. وإذا كان التحليل الموضوعي للمستوى الذي تقدمه أنديتنا في المنافسات الإفريقية يكمن أساسا في الوضعية غير المريحة التي تعيشها كرتنا بصفة عامة والبطولة الوطنية بصفة خاصة فإن الثابت أن مستوانا اليوم لا يتعدى النطاق الإقليمي ليس إلاّ، وأن المنافسة القارية لا نقدر عليها. وبالعودة إلى المردود الذي قدمه نادي شبيبة بجاية أمام ممثل كوت ديفوار، فإن اللافت هو الكرة الجميلة التي طبقها الخصم طيلة دقائق اللقاء، حيث استطاع أن يفرض طريقة لعبه ويقدم لوحات كروية أمام مرأى الجمهور الذي حضر إلى ملعب الوحدة الإفريقية، حيث اعترف بالتفاوت الحاصل في مستوى الفريقين، ولم يتردد خلال اللقاء في التصفيق للقطات الخصم، الذي لم يسرق الفوز، ولم يستعمل الخشونة، ولم يلجأ إلى تضييع الوقت، ولم يحس بأي خطورة من جانب ممثلنا، وكاد أن يضيف أهدافا أخرى لولا تسرع مهاجميه. وللتذكير فإن ممثل كوت ديفوار حديث النشأة حيث رأى النور في ,2005 ومع ذلك فقد لعب مقابلة في القمة وأبدى إنسجاما كبيرا واعتمد على مهارات فردياته التي أحدثت الفارق أمام لاعبي الشبيبة طيلة ال 90 دقيقة. أما نادي أولمبي الشلف بطل الجزائر الموسم الماضي فلم يكن هو أحسن من الشبيبة البجاوية بعد أن أبدى عجزا واضحا أمام نادي فيتاكلون الكونغولي نتيجة الوجه الباهت الذي ظهر به، ويمكن القول أن الخصم كان بإمكانه العودة بالفوز بعد أن وجد مساحات كبيرة وهشاشة في كل خطوط ممثلنا الشلف. وحتى إن كانت حظوظه ما تزال قائمة في استدراك ما فاته مقارنة بالشبيبة البجاوية التي رهنت حظوظها بالكامل، فإن ذلك سوف لن يكون سهلا، خاصة وأن الظروف التي سيلعب فيها لقاء العودة تختلف بالتأكيد عن لقاء الذهاب وهو ما يجعل مهمة رفاق الحارس غانم صعبة للغاية. وبعيدا عن فرص اجتياز هذا الدور التي باتت ضئيلة جدا، فإن ما نود الإشارة إليه هو أن المستوى الذي قدمه نادي بجاية أو الشلف لا يبشر بالخير في حالة تأهلهما إلى الدور القادم، وهذا بالنظر إلى مستويات الأندية الإفريقية المشاركة في هذه المنافسة، وهو ما يجعل مهمتها في الذهاب بعيدا أمرا مستحيلا، وغير ممكن تماما. الهيبة الجزائرية في مهب الريح إذا كانت ذاكرتنا تحتفظ بالإنجازات الكبيرة التي حققتها شبيبة القبائل في الثمانينات والتسعينات في المنافسات الإفريقية، فإننا ما زلنا كذلك نتذكر مستويات بعض الأندية الإفريقية التي شاركت في هذه المافسة، خاصة التي تنتمي إلى بعض البلدان المتأخرة كرويا على منوال، البورندي، البنين، إفريقيا الوسطى.. إلخ، الأمر الذي لم يجد معه ممثلينا أي صعوبات في اجتياز الأدوار الأولى قبل الدخول في المنافسة الحقيقية مع تقدم الأدوار، بدءً من اللقاء ربع النهائي إلى غاية النهائي. وحري بنا كذلك الإشارة إلى أن ممثلينا في السابق أحرزوا الألقاب والكؤوس أمام أندية إفريقية عريقة على منوال ممثلي الكميرون، نيجيريا، كوت ديفوار، غانا، تونس، المغرب ومصر التي شكلت في كل مرة عقبة أمام أنديتنا، ولئن كانت الإنتصارات كما الإخفاقات قد أفرزت مشاركات أنديتنا، فعلينا التأكيد على نقطة وهي أن لم يسبق لأي فريق جزائري أن خسر حظوظه أمام أندية إفريقية مغمورة، بل أن جل الهزائم أو الإقصاء كان أمام تشكيلات قوية معروفة على الساحة الإفريقية، وهو ما يمكننا بواسطته إجراء مقارنة بين نوعية الإخفاقات التي سجلتها أنديتنا في الماضي وما تتعرض له اليوم، وهنا بيت القصيد. فالأندية الجزائرية لم تعد تخيف نظيراتنا الإفريقية وأصبح بإمكان أي فريق العودة من الجزائر بكامل الزاد بعد أن يلقن ممثلينا درسا في كرة القدم.