ما الذي تريدينه من إنجاز فيلم وثائقي عن المرأة القبائلية بالمهجر؟ أريد من خلال هذا الفيلم إظهار المرأة القبائلية وكيف تبقى دائما مرتبطة بلغتها وتقاليدها الأمازيغية في أي بلد في العالم، واعتمادها على لسانها وعلى الشعر والغناء وطريقة عيشها في مجتمع يصعب عليها الاندماج فيه· ويهدف أيضا الفيلم إلى نقل صورة الثقافة الأمازيغية والترويج لها في المهجر، خصوصا وأن شعوب أخرى استطاعت أن تفرض نفسها بلغتها الأصيلة وتندمج في كل المجتمعات، مثلا هنود أمريكا استطاعوا أن يعيشوا ويتأقلموا في كل ربوع العالم رغم الخلل اللغوي الذي يواجهونه، لأن أساس ذلك مرتبط بالترويج لثقافاتهم وعاداتهم بفضل أفلامهم السينمائية. لماذا التركيز على اللغة بالرغم من وجود عدة عوامل تواجهها المرأة القبائلية في المهجر؟ صحيح، هناك عدة عوامل، لكن تركيزي في الفيلم على عامل اللغة جاء من باب أن اللغة هي أساس التواصل، وهي الوحيدة التي تمكن أي شخص من التأقلم في مجتمع غريب عنه· ورسالتي من خلال التطرق إلى عامل اللغة، أن المرأة القبائلية بإمكانها نقل المفاهيم القبائلية وعاداتها وثقافتها بلغتها الأمازيغية التي تتسم بالشعرية والغنائية التي من خلالها تستطيع التواصل. تسجيل الفيلم كان مع والدتك ''نا زهرة''، على أي أساس كان اختيارك لها؟ إختياري لشخصية والدتي جاء على أساس أني تأثرت بها كثيرا وبوضعيتها، ولمست فيها اجتماع كل العوامل التي من شأنها أن تنقل رسالتي، كما أنها استطاعت بفضل عاداتها وتقاليدها القبائلية أن ترفع التحدي للعيش في المهجر رغم صعوبة الأمر من أجل عائلتها، ونجحت في الحفاظ على عاداتها وتقاليدها. تطرقت في الفيلم إلى استمرار المرأة والعائلة القبائلية في تقديس الأولياء الصالحين، ألم تتخوفي من الانتقاد أو رد فعل الإسلاميين؟ تطرقت إلى موضوع الأولياء الصالحين لأنه يدخل في تقاليد سكان منطقة القبائل، وجزء لا يتجرأ من المجتمع، صحيح أن الجيل يتغير لكن لا يجب أن ننكر تقاليد أجدادنا، أما رد فعل الإسلاميين فهذا لا يهمني إطلاقا ولا أبالي به، فهدفي من الفيلم واضح، ومن يريد توجيه نقد في الموضوع أو التقنيات فمرحبا به· أما انتقاد التطرق للأولياء الصالحين، فهذا ليس من أفكاري، وأنا كمخرجة سينمائية حرة في التطرق لأي موضوع أريد، في إطار خدمة المجتمع واللغة والهوية والثقافة الأمازيغية .