إحتضن الفضاء الثقافي عيسى مسعودي بالإذاعة الجزائرية، أول أمس، ضمن البرنامج المباشر ''حبر وأوراق'' جمعا من المتخصصين في الشعر الشعبي، كتابة ومتابعة نقدية، في ندوة مفتوحة للحديث عن واقع الثقافة الشعبية عموما، والشعر الشعبي بالخصوص في المشهد الثقافي العربي، في جلسة رفعها المشرف على الفضاء د.أمين الزاوي إلى روح فقيد الأغنية الجزائرية خليفي أحمد. وقد استهلت الندوة بقراءات شعرية، الأولى كانت مع الشاعرة التونسية سميرة الشمتوري، التي قرأت نصا لبومرداس، المدينة المحتضنة حاليا لملتقى الشعر الشعبي، ثم رئيس الرابطة المغاربية للأدب الشعبي توفيق ومان، الذي قرأ نصا للقضية العربية، فالشاعر الشعبي قادة دحو الذي قرأ نصا للوطن. الضيف الرابع للجلسة الباحث والإعلامي عبد المجيد غريب، قدم قراءة في أوزان الشعر الملقى من طرف الضيوف، حيث فصّل في وزن ''الخماسي'' الذي يتخصص فيه الشاعر دحو، وبين طريقة بناء صدور وأعجاز الأبيات في هذا الوزن الشعري، ووضح تشابه هذه أوزان الشعر الشعبي والشعر الفصيح، الأمر الذي عزّاه تاريخيا إلى هجرة قبيلتي ''بني هلال'' و''بني سليم''، الأمر الذي أدى إلى اقتباس نفس الطابع اللغوي والأدوات الوزنية. أما دحو، فقد بيّن تأثير تسكين الحروف وتحريكها، وتغير نطق الكلمات بتغير المنطقة، في التأثير على اختيار الأوزان، في حين بينت الشمتوري كيف أن أوزان الشعر الشعبي هي نفسها في كل المناطق العربية، في حين أن أسماء الأوزان هي التي تختلف. ومان أجاب على إشكالية اللغة المستخدمة حاليا في الشعر الشعبي للجمهور بالقول: ''يجب الخروج من قوقعة الكلاسيكيات، نحن نحاول التحديث على مستوى اللغة المستخدمة في الشعر الشعبي، وهذا من أجل مواكبة الجديد الإنساني على مختلف الأصعدة''، الأمر الذي أكد حدوثه دحو بقراءة نصين حداثيين واحد عن ''الحرفة'' والآخر عن ''المعريفة''، وفي حديثه عن جمهور الشعر الشعبي في الجزائر، ذهب ومان إلى اعتبار أن جمهور الشعر الشعبي في الجزائر كبير جدا، وعدده محفز على الاستمرار. اهتمام الجمهور بالشعر الشعبي -حسب ومان- لا يقتصر على الأمسيات الشعرية، بل يتعداه إلى حضور الندوات التي تناقش قضاياه، الأمر الذي لا يختلف كثيرا في تونس حسب الشمتوري، التي قالت: ''إن جمهور الشعر الشعبي في تونس هو جمهور جيد، ويتطور باستمرار بفضل شعرائنا الكبار الذين بذلوا جهودا كبيرة أمثال بلقاسم بن عبد اللطيف المرزوقي''· وفي معرض حديثها عن الشعر الشعبي النسوي في تونس، أبدت ضيفة ''حبر وأوراق'' إعجابها بالمشهد الجزائري المتميز بكم كبير من الشاعرات الشعبيات ذوات المستوى العالي، تقول صاحبة ديوان ''امرأة لخيانات متعددة'' :''في العشر سنوات الأخيرة، تطور المشهد الشعري الشعبي النسوي في تونس نوعا ما، لكن يبقى عدد الشاعرات قليل جدا بالمقارنة مع الجزائر''. يجدر بالذكر أن الشعراء الثلاثة يشاركون في الملتقى المغاربي للشعر الشعبي المقام حاليا بدار الثقافة ''رشيد ميموني'' ببومرداس، والمستمر إلى غاية 31 مارس، بمشاركة 40 شاعرا من الجزائر، تونس، المغرب وليبيا.