أكدت مصادر طبية أن حالة التلميذ، راس غالم وليد، الذي أضرم النار في جسده داخل القسم بالثانوية الجديدة، بتيارت، لم تتجاوز مرحلة الخطر، نتيجة إصابته بحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الأطراف والوجه. لم يكن صعبا علينا خلال الزيارة التي قامت بها ''الجزائر نيوز'' لمستشفى الدويرة، دخول مصلحة الإنعاش للمحروقين، بقدر بشاعة رؤية التشوهات التي خلفتها الحروق على وجه التلميذ الذي أقدم على إضرام النار في جسده، الأمر الذي استدعى إبقاءه تحت المراقبة الطبية نظرا لإصابته بحروق بليغة، وبالرغم من وصولنا إلى المستشفى في فترة الزيارة، إلا أننا لم نعثر على ولي أو أحد أقرباء التلميذ قصد معرفة الأسباب التي دفعته إلى اختيار هذا السبيل لوضع حد لحياته داخل قاعة قسم الثانوية في ظل عجزه عن الحديث مع الزوار، فيما أكدت مصادر طبية أن حالته الصحية لم تتجاوز مرحلة الخطورة دون أن تقدم تفاصيل أكثر عن الحالة· تعود وقائع هذه الحادثة إلى نهاية الأسبوع الماضي، إثر قيام التلميذ راس غالم وليد البالغ من العمر 16 سنة على الانتحار حرقا داخل قسم بالثانوية الجديدة الواقعة بحي السوناتيبا، وحسب تصريح التلاميذ الذين عاشوا الحادثة، فإن التلميذ قام فور دخوله قاعة الدرس بإضرام النار برجله بعدما قام بصب مادة البنزين على كامل جسده أمام التلاميذ والمعلمة، لتشتعل بعدها بكامل جسده، هذه الحادثة خلفت حالة من الهلع والخوف وسط التلاميذ وعمال المدرسة الذين تدخلوا لإخماد النار وإخلاء القاعة من التلاميذ، ليتم بعدها نقله على جناح السرعة إلى مستشفى تيارت، غير أن خطورة حالته الصحية دفعت الفريق الطبي إلى نقله لمستشفى الدويرة تحديدا المصلحة المتخصصة في الحروق، ولا تعد حالة الانتحار هذه الاولى من نوعها في صفوف تلاميذ المدارس، فقد تم تسجيل حالات انتحار تلاميذ تختلف الوسيلة المعتمدة فيها، على غرار ما شهدته ولاية تيزي وزو التي أحصت انتحار ثلاثة تلاميذ مدارس في ظرف يومين فقط في الوقت الذي تبقى فيه أسباب الانتحار مجهولة، الوضع الذي يشير إلى تفشي هذه الظاهرة في صفوف التلاميذ، الأمر الذي يستدعي البحث عن الأسباب الحقيقية التي تدفع بهذه الفئة إلى الإقدام على ذلك