أضرم، أمس، التلميذ ''و.ر''، البالغ من العمر 16 سنة، النار في جسده داخل قسم بالثانوية الجديدة بولاية تيارت. الحادثة الأليمة أحدثت حالة هيستيريا في الثانوية، وتم تحويل التلميذ إلى مستشفى الدويرة بالعاصمة. عاشت الثانوية الجديدة بحي ''سوناتيبا'' بالضاحية الشرقية لمدنية تيارت، صبيحة أمس، حالة ''هستريا'' غير مسبوقة، إثر إقدام تلميذ في السنة الأولى ثانوي على سكب مادة ''الديليون'' المشتعل، على جسده وإضرام النار داخل حجرة التدريس في حدود العاشرة والنصف صباحا. وقد أثارت الحادثة هلعا كبيرا داخل القسم، حيث أغمي على عدد من التلاميذ، وانتشرت الهستيريا إلى باقي الأقسام المجاورة، بعد الفوضى التي أعقبت محاولة الانتحار حرقا. وقد تم إجلاء التلميذ ''و.ر'' الذي أحرق نفسه، وعدد من التلاميذ الذين حددت مصادر طبية عددهم ب36 تلميذا. وكادت محاولة الانتحار أن تشعل فتيل الاحتجاج داخل المؤسسة التربوية، بعد أن تضامن عدد من زملاء التلميذ معه، في محاولة منهم الاحتجاج بتنقلهم إلى المؤسسة الاستشفائية يوسف دمرجي بأعالي مدينة تيارت، معبرين عن غضبهم حيال ما دفع برفيقهم إلى الإقدام على إضرام النار في جسده. وقد تباينت الروايات عن سبب الحادثة، حيث كشفت بعض المصادر أن التلميذ سبق له وأن أحيل على المجلس التأديبي، فيما رجحت مصادر أخرى إمكانية نشوب خلاف بينه وبين أحد التلاميذ. وتثير مسألة تواجد المادة المسببة للاشتعال مع التلميذ الكثير من التساؤلات، حول احتمال التحضير المسبق للعملية. ونشير إلى أن مدير التربية تنقل فور بلوغ مسامعه خبر محاولة الانتحار إلى المستشفى للاطلاع على الحالة الصحية للتلميذ، قبل أن يتم تحويله إلى مستشفى الحروق بمدينة الدويرة، بسبب ما وصفته مصادر استشفائية بحروق من الدرجة الثالثة مست الوجه والأطراف. وتكون مصالح مديرية التربية قد فتحت تحقيقا حول الحادثة، شأنها شأن مصالح الأمن لتحديد الأسباب الرئيسية التي دفعت التلميذ إلى ''انتحار استعراضي''، حسب المصطلح المعروف لدى أخصائي علم النفس. وتأتي هذه الحادثة أياما قليلة، بعد قيام تلميذ آخر بالانتحار شنقا في إحدى إكماليات ولاية برج بوعريريج.