التلميذ سفيان يحاول حرق نفسه بميلة، والهاني بسكيكدة يرمي بنفسه من الطابق الأول، والتلميذة (ص.ع) بباتنة تقطع شرايينها.. هي 3 محاولات انتحار سجلتها 3 مؤسسات تربوية بشرق البلاد في الأيام الثلاثة الأخيرة، وفي انتظار تحديد الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه المحاولات بعد خروج هؤلاء التلاميذ من غيبوبتهم، فإن الانتحار لم يعد شبحا يحوم حول المدارس بل واقعا يجب الإعلان بشأنه حالة طوارئ. نفى محيي الدين، الأخ الأكبر لسفيان الذي حاول الانتحار حرقا، أول أمس، في ساحة مؤسسته الثانوية بميلة، معاناة شقيقه من أي اضطراب نفسي أو اجتماعي، مؤكدا أن شقيقه البالغ من العمر 19 سنة، ويدرس في السنة الثانية ثانوي بمتقنة عاشي عبد الحفيظ بوادي العثمانية، تعوّد في المدة الأخيرة على التغيّب عن الدراسة، وفي كل مرة يقوم الوالد بإعادته، إلا أنه وفي صبيحة يوم الحادثة، قرر الوالد عدم إدخاله، وكلفه بالتنقل معه للمتقنة، وهو ما تم حسب محدثنا. ولم يخف محدثنا تغيّر سلوك شقيقه مواصلا ''أصبح أخي يدخن، وهو ما جعل الوالدة تشدد الخناق عليه حتى لا تنفلت أموره''، معربا عن حيرته بشأن إقدامه على تنفيذ فعلته، حيث قال ''كل ما نعلمه هو أن أستاذته طردته من القسم لعدم إحضاره الكراس، حيث خرج وتوجه إلى المرحاض وسكب على نفسه البنزين وأضرم النار، فلا نعلم لماذا كان يحمل البنزين معه، وهل وجده في المتقنة، أم كان في محفظته، كما لا ندري هل تناول شيئا جعله لا يشعر بما يفعل وأقدم على الانتحار، كل ما أعرفه أنه كان يشتكي من أساتذته''، وختم شقيق سفيان حديثه معنا بطلب الدعاء لشقيقه. ويرقد سفيان في غرفة الإنعاش لمصلحة الحروق بمستشفى قسنطينة في حالة جد حرجة، حسب مصادر طبية، إذ تسببت الحروق في أضرار بالغة في الجسم. من جهته أكد السيد زغدود رحايل، والد التلميذ الهاني الذي أقدم، صبيحة أول أمس، على محاولة الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الأول لثانوية سيدي مزغيش مركز في ولاية سكيكدة، أن ابنه حاول وضع حد لحياته بعد أن ضاقت به السبل وتأزمت حالته النفسية التي كان يعانيها في الثانوية بسبب أستاذة مادة التاريخ، حسب المتحدث. وأضاف الوالد المفجوع بمصيبة فلذة كبده في حديثه إلى ''الخبر''، ''ابني كان يتعرض إلى استفزازات وجملة من المضايقات من أستاذة مادة التاريخ، رغم حسن سيرته وسلوكه، فلم يسبق أن تلقيت شكوى بخصوصه من الإدارة''. وبحسب الوالد دائما، فإن ابنه أصبح يمل مادة التاريخ التي كان يحبها من قبل، إلا أنه تفاجأ بتكهرب التيار بينه وبين الأستاذة فجأة إلى درجة أن تطورت الأمور وأصبحت الأستاذة تهينه حتى في الطريق العام، وهو ما وقع قبل الحادثة بيوم واحد، عندما التقت به الأستاذة داخل إدارة المؤسسة وقالت له بصريح العبارة، ''أنت لا تستحق معدلك''. وواصل الوالد حديثه قائلا: ''في يوم الحادث دخل إلى القسم ناسيا كراسه، لتتقدم منه الأستاذة وقالت له أخرج من الباب أو من النافذة''، ما دفعه إلى تنفيذ كلمتها الأخيرة، ورمى نفسه من الطابق الأول للثانوية، حيث تم نقله في حالة حرجة جدا إلى مستشفى العايب دراجي بالحروش لتقديم الإسعافات الطبية له، ليدخل للعناية الطبية بقسم الإنعاش. وفي باتنة حاولت، أول أمس، التلميذة (ص.ع) تدرس بمتوسطة قصر بلزمة ببلدية مروانة، أن تضع حدا لحياتها، بعد أن اختارت توقيت منتصف النهار وبفناء المتوسطة، حيث قامت بتقطيع شرايين معصم يديها مستعملة في ذلك آلة حادة، ليتدخل عمال المؤسسة وعدد من زميلاتها ويقوموا بنقلها لمستشفى مروانة أين تلقت الإسعافات الأولية. وقد رفض أهل التلميذة الإدلاء ل''الخبر'' بأي تصريح حول هذه الحادثة المؤلمة، مكتفين فقط بالتعبير عن أسفهم، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر عليمة إلى أن سبب إقدام التلميذة على محاولة الانتحار راجع إلى عدم رضاها على المعدل الفصلي الذي تحصلت عليه، وذلك بعد اطلاعها على كشف النقاط، والذي سلم للأولياء يوم الخميس الماضي.