شهدت الساعات التي سبقت إغلاق باب الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة في ماي المقبل، تطورات متلاحقة منها، الإعلان عن حمل والدة المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل الجنسية الأمريكية، وتزايد علامات الإستفهام حول الموقف القانوني للمرشَحَيْن خيرت الشاطر وأيمن نور، بالإضافة إلى رفض مجلس أمناء الثورة ترشيح مدير المخابرات السابق اللواء عمر سليمان. وأثارت هذه التطورات جدلا ربما يبقى مفتوحا بشأن من سيبقى من المرشحين ومن سيتم استبعاده حتى تقطع اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الشك باليقين خلال اليومين القادمين. وقد أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية حتى الآن تقديم 61 مرشحا لملفاتهم، كما يتوقع أن ينضم إليهم أربعة آخرون من بينهم عمر سليمان، وصفوت حجازي عن حزب التنمية والبناء، ورئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي الذي دفعت به جماعة الإخوان المسلمين تحسبا لاحتمال استبعاد مرشحها خيرت الشاطر. وفي خضم هذه التطورات، بات من شبه المؤكد خروج المرشح أبو إسماعيل، الذي أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أول أمس، أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية عام ,6002 مما يعني استبعاده. وقد نفى أبو إسماعيل بشدة الحديث عن حصول والدته على الجنسية الأمريكية، وقال إنه ''افتراء ومؤامرة'' وإنه لن يسمح بهذا أبدا، كما قال إنه طلب رسميا تقديم دليل دامغ على كون والدته أمريكية، ولكن اللجنة لم تقدم له -حسب تعبيره- سوى ''البطاقة الخضراء''. وقال أبو إسماعيل للآلاف من أنصاره مساء أول أمس، في مسجد أسد بن الفرات بحي الدقي بمحافظة الجيزةجنوب العاصمة المصرية القاهرة، إن الهدف من ذلك كله كان العمل على ''هز'' ثقة الناس فيه كمرشح. وشنّ أبو إسماعيل، هجوما حادا على عدد من مرشحي الرئاسة الحاليين قائلا ''لا نريد أن تعود بلادنا لمن كانوا جندا من قبل في حكومات كانت تحكم الناس بالقهر.. فعودة عمر سليمان مجددا وهو رجل المخابرات الذي أذاق المجاهدين الفلسطينيين المرار لصالح إسرائيل رغم أن الشعب هتف في الميدان لا حسني ولا سليمان الكلام ده كان زمان''. ووجه أبو إسماعيل، كلامه إلى اللجنة القضائية للانتخابات الرئاسية في لغة تشبه التهديد قائلا ''أوجه إنذارا إلى اللجنة القضائية أنها لو اعتمدت على واقعة ينكرها صاحب الشأن في قرارها لاستبعادي فإن هذا القرار سيكون إشعالا.. خاصة مع تحصين قراراتها ضد الطعن''. وأضاف ''كنت ولا أزال على نفس الثقة بأن الأمر مكيدة لأننا على أرض ثابتة لكن إذا حدث وأصروا على اللعب بالنار وهم أحرار فإن الأمور لن تمضي سهلة أبدا إذا ما وقع تغيير الحقائق أو التزوير''. ولكن اللجنة هددت بالمقابل، وقالت إن لديها أدلة دامغة على حصول والدته على الجنسية الأمريكية، مما يعني أن المرشح قد يواجه تهما بالتزوير إذا ثبت ما تقوله اللجنة. وفي السياق نفسه، أصدرت الجماعة الإسلامية بيانا حذرت فيه من خطورة استبعاد المرشحين الإسلاميين الواحد تلو الآخر، وهددت بأن ذلك يعني عواقب وخيمة. وقررت الجماعة الدفع بمرشح عنها في الانتخابات هو الدكتور صفوت حجازي. وفي حرب إثبات البراءة، لا يزال وضع مرشح الإخوان خيرت الشاطر غامضا بعد صدور قرار أمس من القضاء الإداري المصري بمنع أيمن نور -الذي يعتزم الطعن فيه- من الترشح، بموجب قانون ينص على أن كلا من صدر بحقه حكم في جناية ولم يرد إليه اعتباره أو يصدر قانون بالعفو الشامل عنه، لا يجوز له مباشرة أي من حقوقه السياسية إلا بعد ست سنوات. ولوجود قواسم مشتركة بين حالة الشاطر وحالة أيمن نور، مع اختلاف في منطوق قرار العفو، فإن استبعاد أيمن نور لا يعني بالضرورة استبعاد الشاطر وإن كان العفو في كلتا الحالتين هو السبب. وقد دفع الإخوان بمحمد مرسي، مرشحا احتياطيا خشية ما قد يلحق الشاطر من استبعاد، وقال القيادي في حزب الحرية والعدالة الدكتور أحمد أبو بركة، إن خيرت الشاطر يظل المرشح الرئيسي لجماعة الإخوان، وإن ترشيح قيادي آخر احتياطي يعود لعدم الإطمئنان بشكل كامل للإجراءات القانونية. واعتبرت الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة بالفعل أن مرسي هو مرشح الحزب، في حين يحمل الشاطر، صفة المرشح المستقل. وقال مسؤول في حملة الشاطر ''إذا قبلت أوراق الشاطر فسوف ينسحب مرسي من السباق، وإذا رفضت أوراق الشاطر فسوف يواصل مرسي السباق''. وفي سياق التطورات دائما، أعلن مجلس أمناء الثورة رفضه القاطع لترشح عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع حسني مبارك، أو أي من رموز النظام السابق لرئاسة الجمهورية، بعد أن استلم هذا الأخير أوراق ترشحه وسط حماية مشددة من الجيش والشرطة.