رافق إعلان محمد بديع أن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين قرر ترشيح المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد للانتخابات الرئاسية القادمة، جدل سياسي سريع بدأ من صفوف الجماعة نفسها التي شهدت انقساما داخل مجلس الشورى على ترشيح الشاطر. واعترض 52 عضوا من 108 أعضاء، تلاه تقديم الدكتور كمال الهلباوي مسؤول التنظيم الدولي السابق استقالته على الهواء من خلال قناة «دريم» المصرية. وفي حين تفاوتت الآراء في تقييم تأثير القرار على الانتخابات الرئاسية والمرشحين الآخرين، فإن أطيافا واسعة من «التيار الإسلامي» عبرت عن قلقها من أن يؤدي إلى تفتيت الأصوات بين مرشحيها الأربعة حازم صلاح أبو إسماعيل وسليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح، بالإضافة إلى الشاطر، وأن ذلك قد يكون في صالح أحد المرشحين الليبراليين. وبرر الدكتور محمود حسين أمين عام الجماعة التراجع عن القرار السابق بأن «الوضع في مصر أصبح مقلقا، خاصة مع محاولات عرقلة عمل الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور، والدفع بمرشحين محسوبين على النظام السابق، بالإضافة إلى رفض المجلس العسكري إقالة الحكومة. وأوضح أن «الجماعة لاحظت خلال الأيام الماضية، وجود تهديد لإجهاض الثورة المصرية وحاولنا التواصل مع كافة التيارات السياسية، وتشاورنا مع العديد من الشخصيات غير المنتمية للترشح، لكنها اعتذرت لظروف خاصة بها، ومن خلال شعورنا بمخطط إجهاض الثورة قررنا الدفع بمرشح للرئاسة». من جانبه، قال القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد مرسي إن هذا الموقف ليس تغييرا لمبادئ الإخوان، ولكن هذا القرار جاء وفقا للمستجدات الداخلية والخارجية دفعتنا لاتخاذ هذا القرار. وكانت الجماعة أعلنت في وقت سابق أنها لن ترشح أحداً، إلا أنها عادت اليوم لتؤكد ترشيح خيرت الشاطر لمنصب رئاسة الجمهورية، كمرشح وحيد تدعمه في الانتخابات الرئاسية. وتقدم الشاطر وهو رجل أعمال ناجح باستقالته من منصب نائب المرشد الذي كان مناطا به من قبل ليتفرغ للمنافسة على منصب أول رئيس جمهورية بعد ثورة يناير والتي تجري انتخاباته يومي 23 و24 ماي القادم. وفي أول رد فعل سريع على ذلك القرار من قبل الإخوان، قال حمدين صباحي، المرشح المحتمل للرئاسة الجمهورية إن جماعة الإخوان تقع في تناقض مع نفسها، وذلك يؤثر سلبا على صورة الإخوان أمام الشعب المصري، مشيرا إلى أن «فرصة الشاطر ضعيفة، لأن الشعب المصري لا يريد الهيمنة، وكأننا نعيد الطغيان بأدوات ديمقراطية». من ناحية أخرى، وصف مسؤول إسرائيلي، في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نشرتها أمس، قرار الإخوان الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية بأنه أمر «مقلق». وقال المسؤول تعليقا على إعلان المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر ترشيح المهندس خيرت الشاطر لخوض الانتخابات الرئاسية «من الواضح أن هذا ليس نبأ جيدا».