فتح الصالون الوطني للكتاب، في اليوم ما قبل الأخير من فعالياته، النقاش مع المسرحيين عمر فطموش وسمير مفتاح، حول مسرح الطفل في الجزائر، واللذان اتفقا على أن ضعف مستوى العروض مرده الحس التجاري والنفعي وغياب إطارات مثقفة تتكفل بالعملية الإبداعية. يرى عمر فطموش، مدير المسرح الجهوي لبجاية، ومحافظ المهرجان الدولي للمسرح، أن كل المؤشرات الميدانية اليوم، تقول إن الجزائر لم تبلغ بعد مستوى مقبول من الأداء المسرحي الموجه للطفولة .ويربط صاحب تجربة ''السنجاب'' رؤيته تلك بغياب الشروط الأساسية لهذا النشاط، وعددها فيما يلي :لا يمكن أن تتجاوز القاعة 200 متفرج، قاعات العرض الموجهة للطفل لا تكون بطبقين أو ثلاثة، ضرورة تحديد الفئات العمرية للأعمال المسرحية (3-6)أو (6-12)أو (12 فما فوق)، تحديد ماهية الأدب الموجه للطفل، توفير عنصرا الفرجة والمتعة .هذا، وتفتقر المسارح الجهوية -حسب المتحدثه- إلى فرق لها دراية بهذا المجال، رغم ''اجتهاد وزارة الثقافة التي تلزم كل مسرح على إنتاج عمل للأطفال''، يردف فطموش. في غياب إحصاءات تحدد مدى استجابة الأطفال كمتفرجين للعروض المقترحة عليهم، يرى سمير مفتاح، أن معهد الفنون ببرج الكيفان، بات عاجزا عن ''توليد'' طاقات فنية قادرة على الرفع من مستوى خشبة الصغار، ويجزم، رغم أنه خريج هذه المدرسة، أن ما ينتج الآن لا يعول عليه مستقبلا، خاصة بعد المزج بين فنون العرض المسرحي، والسمعي البصري. أعلن عمر فطموش، من جهة أخرى، أن مدراء المسارح الجهوية، اتفقوا -مؤخرا- بعد لقائهم على هامش مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المحترف، على اقتراح خطة عمل خاصة ب ''الممارسة المسرحية لمسرح الطفل وعلاقتها بمؤسسات التربية الوطنية''، وسيكشف عن الخطة خلال المهرجان الوطني للمسرح المحترف المقبل.