دعا الفنان عمر فطموش، المسرحي ومدير المسرح الجهوي لبجاية، إلى ضرورة وقف ما أسماه ب"البزنسة" في مسرح الطفل في الجزائر، وذكر في الندوة الختامية لأيام مسرح الطفل أول أمس التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتعاون مع جمعية امحمد اليزيد، بأهمية المسؤولية الفنية لمن يشتغلون على مسرح الطفل في الجزائر. في ندوة الكتابة والإخراج في مسرح الطفل التي نشطها الناقد المسرحي سمير مفتاح والكاتب والإعلامي سعيد حمودي، عاد مدير المسرح الجهوي لبجاية، الفنان عمر فطموش، وهو يقارب راهن مسرح الطفل في الجزائر، إلى ضرورة الاهتمام الخاص والعناية الشديدة بمسرح الطفل في كافة المؤسسات التربوية وفق الأصول الفنية للمسرحية مع احترام خصوصية العرض الفني للطفل مادة وشكلا أيضا. وذكر فطموش بأهمية أن يحترم دفتر الشروط الذي يحكم سير المسارح الجهوية في الجزائر والتي تنص على تخصيص 30 بالمئة لمسرح الطفل، معتبرا الوفاء لهذه الخطوة كفيلا لإحداث حراك جاد في مسرح الطفل. من جهته، قدم الناقد المسرحي سمير مفتاح ورقة عامة في نشأة مسرح الطفل وكذا أصوله الفنية وأهم خصوصياته من الناحية الأكاديمية، ورفض في ذات السياق الوضع الذي يعيشه مسرح الطفل في الجزائر اليوم على كافة المستويات إبداعا وإنتاجا وتوزيعا، ونوه بضرورة إعادة النظر في السياسة الثقافية التي تحكم ميكانزمات الفعل المسرحي الموجه للطفل بالتركيز على التكوين والعمل على التأسيس لمهرجانات مسرحية في كامل ربوع الوطن يشرف عليها المختصون تعنى بفئة الأطفال والناشئة. على صعيد آخر توقف الكاتب سعيد حمودي عند سؤال الكتابة للطفل في الجزائر والذي وصفه ب"اللعب بالنار والعبث المغامر"، قبل أن يعتبر مسألة الإبداع للطفل قضية أمنية بالدرجة الأولى اعتبارا بأن التشويه والتجهيل ونشر التطرف والأفكار الهادمة في عقول ووجدان الأطفال خطر على أمن البلاد والعباد في المستقبل القريب، داعيا وزارة التربية الوطنية إلى تحمل مسؤوليتها بخصوص إعادة بعث المسرح المدرسي مع فرض الرقابة على ما يقدم للطفل.