اعتبر مدير المسرح الجهوي لعنابة عمر فطموش بأن الكتابة الموجهة للطفل يجب أن تبنى على أسس عصرية يحرص فيها الكاتب على عدم خرق بنية النص، مشيرا خلال الندوة التي احتضنتها ''قاعة الأطلس'' حول ''راهن مسرح الطفل في الجزائر بين الكتابة والإخراج''، إلى أن هناك محاولات من بعض الكتاب المسرحيين لتقديم نصوص جيدة للطفل، مؤكدا على ضرورة دعم هؤلاء الكتاب من خلال نشر كتبهم ومنحهم جوائز تحفيزية. واعتبر فطموش أن الكثير من النصوص التي كتبت للطفل هي مقتبسة من القصص العالمية وقصص بطولية لشخصيات تاريخية جزائرية على غرار الأمير عبد القادر و''لالة فاطمة نسومر''، في حين لم يؤسس الكاتب المسرحي لتجربته الخاصة في هذا المجال. وهنا ذكر المحاضر بمسرحية ''النحلة'' التي تعد الأولى الخاصة بالطفل واحتضنها المسرح الجهوي لوهران، أين نال هذا العرض، حسبه، إعجاب الأطفال وحقق شهرة كبيرة آنذاك. وفي السياق ذاته، أكد مدير مسرح عنابة أن هناك الكثير من النصوص المسرحية التي لم تنل إعجاب الأطفال كونها لم تركز على الحركية وإنما على الخطاب الذي يرهق الطفل ولايحقق له المتعة التي ينشدها من العرض، مستدلا في هذا الإطار بسبر الآراء الذي أجراه ''مسرح السنجاب'' ببرج منايل وشمل 600 طفل، حيث أظهرت نتائجه أن الطفل يعطي أهمية أكثر لكل ماهو حدث في الماضي. من جهته، قال الكاتب المسرحي سعيد حمودي إن ''مسرح الطفل في الجزائر عنوان كبير لمشهد يبدو معقدا وضحلا''، داعيا إلى ضرورة تسليط الضوء على واقع الكتابة الموجهة للطفل في الجزائر مسرحا أو قصة أو نشيدا. كما اعتبر أن مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني وجمعيات أولياء التلاميذ معنية بالاهتمام بمسرح الطفل ومتابعة النصوص الموجهة له، مشيرا إلى تراجع دور الكشافة في هذا المجال بعدما كانت تنظم سابقا دورات مسرحية وتولي في برامجها اهتماما كبيرا بالجوانب الفنية للطفل. كما صنف الاهتمام بأدب الطفل بشكل عام كقضية أمن وطني في ظل الرهانات العالمية والغزو الثقافي عن طريق العولمة ومختلف وسائل الاتصال التي صارت في متناول أيدي أطفالنا، ليلخص في الأخير إلى أن ''هناك محاولات معزولة في مجال الكتابة المسرحية الموجهة للطفل لكنها لم تترسخ وبالتالي لم تصنع تقاليد''، على حد تعبيره. وفي السياق ذاته، استعرض الناقد المسرحي سمير مفتاح جملة من التعاريف الأكاديمية لمسرح الطفل من نشأته إلى خصوصياته التربوية والفنية معرجا على الحديث عن واقع مسرح الطفل الذي طغى عليه، حسبه، التهريج والمنطق التجاري والمناسباتية، داعيا إلى ضرورة إنشاء مهرجانات عبر كامل مناطق الوطن بصيغة ''مهرجان متنقل'' يشرف عليه أهل الاختصاص ويعنى بفئتي الطفل والناشئة، إضافة إلى إعادة النظر في السياسة الثقافية التي ترعى التكوين الفني في الجزائر.