عبد المالك شريد فنان تشكيلي من مواليد 1949 ببجاية، تربطه علاقة جميلة مع الفن التشكيلي، هدفه من ذلك التعريف بالثقافة الجزائرية والأمازيغية على وجه الخصوص، كما أنه يعمل من خلال فنه على رد الاعتبار للموروث الثقافي الجزائري· في هذا الحوار سلط الضوء على أهم المفاهيم التي تخص الفن التشكيلي بالجزائر، كما قدم الخطوط العريضة للنهوض بهذا الفن من خلال دعوته المسؤولين لتسطير استراتيجية جديدة وبعث هذا الفن الجميل بين أوساط العامة· ''الجزائر نيوز'' التقته بمعرض أقامه وكان لها معه هذا الحوار· هل بإمكانك أن تقدم للقارئ لمحة وجيزة عن معرضك؟ المعرض المنظم اليوم عبارة عن تعريف لتاريخ وللثقافة الجزائرية، وفي الوقت نفسه التعريف الموروث الثقافي والحضاري لبلادنا، إلى جانب ذلك نحاول العمل لخلق تواصل بين الأجيال والتراث، وعليه المعرض يحمل لوحات تشكيلية استمدت مواضيعها من الثقافة الجزائرية عامة والأمازيغية خاصة، وهدفي الحقيقي من وراء ذلك إعادة الاعتبار لتراثنا خاصة أن بعض الدول التي قالت أننا لا نملك أي موروث حضاري أو حتى ثقافي، وبالتالي المعرض يحتوي على لوحات اختلفت مواضيعها باختلاف معانيها، والأكثر من ذلك أحاول من خلال هذا المعرض أن أرسخ الثقافة الشفهية· أنت فنان تشكيلي ولك وزن خاص في الساحة الثقافية، كيف ترى وضعية الفنان بالجزائر؟ حقيقة، الفنان الجزائري لا يزال يعيش صمتا رهيبا، في قوقعة التهميش، وسبب ذلك انعدام استراتيجية لإنعاش الثقافة بكل أنواعها خاصة الفن التشكيلي، هذا ما دفع بالفنان للعيش في جمود، ومهما قدم من لمسات إبداعية فإنه لا يجد تشجيعا من طرف المسؤولين، بل توجه له انتقادات لاذعة من غير أهل الاختصاص· حسب رأيك، هل الفن التشكيلي يساهم في تغيير الأزمات الموجودة بالعالم اليوم؟ الفن التشكيلي هو فن لإيصال رسالة عن طريق لوحات فنية يتذوقها المتفرج بطريقة جميلة، خاصة وأن الفن هو منبع الجمال، وبالتالي اللوحة في اعتقادي هي رسالة سلمية بطريقة راقية، كما أن الفن التشكيلي يوجه الرأي العام ويرفع مستوى التذوق الفني خاصة وأن الإنسانية بحاجة إلى هذا النوع من الفن الراقي والجميل، وبهذه المناسبة،ادعو المسؤولين لتشجيع هذا الفن وتوجيه العامة من الجمهور، إلى حب الجمال وخلق تعايش سلمي بين الجميع لتهدئة النفوس· هناك العديد من مدارس الفن التشكيلي السريالية، التكعيبية، الواقعية والانطباعية، إلى أي مدرسة تنتمي؟ أنا عصامي ولم أتخرج من أي مدرسة أكاديمية، ثم أنني ترعرعت بين أحضان الطبيعة العذراء لمدينة بجاية، ما دفعني لاستلهام مواضيع فني من ثقافتي الأمازيغية، وهدفي من وراء ذلك التعريف بهذه الثقافة من خلال نفض الغبار عن معانيها ورد الاعتبار للموروث الجزائري خاصة وأن أحد الدول اتهمتنا أننا لا نملك إرثا ثقافيا ولا حتى حضاري، و من جهة أعمل على خلق تواصل ثقافي أمازيغي بين دول المغرب العربي· رغم وضع الفن التشكيلي بالبلاد إلا أن الجزائر تملك أسماء للفانين لهم وزنهم بالمشهد الثقافي، من هم هؤلاء الذين اتخذت طريقتهم كمرجع؟ محمد إسياخم تعجبني كثيرا شخصيته كفنان، أعتبره الأب الروحي لمدرسة الفن التشكيلي بالجزائر، كما أنه الرجل الأول الذي أخرج فنه إلى العالمية وتمكن بطريقته أن يكون سفيرا للفن التشكيلي، كما يوجد فنانين آخرين وضعوا بصماتهم الخاصة على الفن، وتمكنت ريشتهم من صنع المعجزات مثل عبد الحميد لعروسي، شقران وعلي تيشوش· هل يوفر لك هذا الفن لقمة عيشك؟ الفن التشكيلي أرجعني فقيرا بل أكثر من ذلك فإنني أصرف عليه أكثر من أبنائي، لكن في الوقت نفسه يجعلني أفتخر وأعتز حين تعلق لوحاتي بقصر الرئاسة بالصين والكشمير والولايات المتحدةالأمريكية وبمتحف بفرنسا، وأيضا بالقصر الرئاسي بدولة ليبيا، مما يدل أن الجزائريين يتحدون كل الصعوبات من أجل إثبات قدراتهم الفنية والثقافية· هل وجدت صعوبات في تنظيم معرضك؟ لم أجد صعوبات على الإطلاق، لأنه لديّ علاقة جيدة مع مسؤولين مؤسسة فنون وثقافة، كما أنني أملك أرضية صلبة وصادقة لفني، وإلى جانب أنني مندوب وعضو بالإتحاد العام للفنون الثقافية·