ما الذي يمكن استخلاصه من الحملة الإنتخابية لتشريعيات 10 ماي ؟! 1 بالرغم من الضجة التي أثيرت في بيت الأفالان بين تياراته وجماعاته ورجاله، التي صبت ضد عبد العزيز بلخادم، الذي تخلى في آخر دقيقة على بعض المقربين أو المحسوبين عليه مثل سي عفيف، ومحمد بوغرارة وغيرهما، فإن الرجل الذي راهن على وجوه لم تكن في صفوف المناضلين أو من الوجوه البارزة المعروفة بنشاطاتها ومواقفها، فلقد تمكن من الصمود أمام العاصفة، واستطاع أن يجعل من الفوضى الداخلية عنصرا لتقدم الأفالان على صعيد الحملة، كما لجأ كذلك إلى الفايسبوك الذي استعمله حوالي مليوني من الجزائريات والجزائريين كوسيلة فعالة ونوعية في عملية الإتصال، وهذا من خلال استعداده على الرد على أسئلة الفايسبوكيين يوم الإثنين القادم.. وهنا حقق بلخادم نقطة ليس فقط ضد خصومه، بل أيضا ضد ممن يحسبون على التيار الحداثي.. 2 إن الأفافاس الذي قاطع لوقت طويل الإنتخابات من موقعه لحزب رافض ومعارض، لم يكن قراره دخول هذه الإنتخابات موفقا ليس رمزيا بل سياسيا، فلقد بدأت حملة الأفافاس هزيلة ومهزوزة ودون المستوى المطلوب والمنتظر، فلم يستطع الأفافاس أن يظهر كقوة سياسية خارج منطقة القبائل، بل حتى في منطقة تيزي وزو، لم يكن بالقوة التي اعتدنا عليها، وربما يرجع ذلك إلى سياسة المقاطعة التي انتهجها في السابق والتي لم تكن بالمقابل تعتمد على المقاطعة الفعالة والإيجابية، مما قادته إلى فقدان الكثير من الأنصار، كما أدت السياسة القومية للأفافاس إلى إبعاده عن الواقع الحي للمواطنين والمواطنات وإلى الحط من معنويات الكثير من مناضليه الذين غادروه وفقدوا تلك الطاقة التي كانوا يتمتعون بها في الفترات الماضية، ومن هنا تشير الحملة أن الأفافاس يعيش فعلا أزمة حقيقية وهو على حدود التلاشي كحزب إذا ما اختفى زعيمه آيت أحمد ومن هنا نحن أمام سيناريوهين، الأول، يمكن أن يبقى الأفافاس على قيد الحياة لكن بشكل هش وغير متحرر إذا ما تدخلت في آخر دقيقة الإدارة لأسباب سياسية استراتيجية لإنقاذه، ويكون ذلك متناقضا مع مبادئ الأفافاس ووعد السلطة بإجراء انتخابات حرة وشفافة، وإما سيظهر الأفافاس بشكل أكثر ضعفا، ويكون انعكاس خطير على مستقبل الحزب.. 3 تمكن الأرندي بأن يظهر حيويا وقادرا على التجنيد، وكان خطابه الإنتخابي يعتمد على الذكاء والعقلانية، ومثل ذلك أمينه العام، وربما حاول من خلال هذا الجهد أن ينزع عن نفسه ثوب الإدارة وتهمة الغش التي لا حقته خاصة في انتخابات، .1997 ومن جهة أخرى، حاول الأرندي أن يمرر رسالة قوية بأنه البديل عن الإسلاميين والأفالان كحزب وطني وديمقراطي. 4 إذا ما أردنا أن نتحدث عن مفاجأة، فإننا نشير إلى الوجه اللائق من حيث تجديد الخطاب والرؤية عند مترشح مثل جيلالي سفيان الذي اعتمد على خطاب جواري جديد، وكذلك عن حزب مناصرة الذي كشف أنه قادر على أن يكون رقما في المشهد السياسي ضمن العائلة الإسلامية التي لم يتمكن الحلف الأخضر من التغطية عليها على مستوى الأفكار والإستراتيجية الإنتخابية..