أكد لنا محمد العزوني، أن الإشكال المطروح اليوم في كل المشاريع القانونية الخاصة بالحركة المرورية يكمن في مدى إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، مشيرا إلى أن القوانين التي تهدف إلى معالجة قضية حوادث المرور كانت موجودة منذ عشريات كاملة، لكن تجسيدها يبقى عائقا كبيرا· كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الوسائل الوقائية التي من شأنها أن تحد من حوادث المرور التي تسببت فيها الحافلات والشاحنات ومنها استعمال العلبة السوداء، ما مدى نجاعتها؟ قبل الإجابة عن السؤال، أريد التطرق إلى نقطة هامة جدا، وهو أن مثل هذه القوانين كانت موجودة في الماضي وبالتحديد قبل ظهور حافلات الخواص، وأتذكر أن الشركة الوطنية لنقل المسافرين استعملت جهازا يشبه الأسطوانة يقوم بتسجيل السرعة التي كانت تسير بها الحافلة، غير أن التعامل به لم يدم طويلا بعد إقدام سائقي الحافلات على كسره وإتلافه، وعودة إلى السؤال أقول، إن مشروع العلبة السوداء يهدف إلى تسجيل السرعة التي كان يسير بها السائق منذ إنطلاق الحافلة أو الشاحنة وكذا التوقيت والأماكن التي توقف فيها· هل تعتقد أن مثل هذه الوسيلة ستحد من حوادث المرور التي تخلفها الحافلات والشاحنات؟ لعل الجانب الإيجابي في هذه العلبة السوداء التي تدعى ''كرونوطاشغراف'' هي معرفة السرعة الحقيقية التي كان يسير بها السائق لحظة وقوع الحادث المروري، غير أن ذلك لا يكفي في نظري· ماهي إذن الإجراءات الأخرى التي يمكن اتخاذها حيال التفشي الكبير لحوادث مرور الحافلات؟ في اعتقادي كان من المفروض أن يعين قطاع النقل مفتشين ومراقبين بالزي المدني وغير معروفين، يتولون مرافقة الحافلات في رحلاتهم من خلال تقمصهم لشخصيات مواطنين عاديين يملكون تذاكر السفر، غير أن هذا القانون مع الأسف الشديد لم يطبق لحد الآن· في رأيكم، ماهي العقوبات المترتبة عن المخالفات المرورية التي يسجلها جهاز العلبة السوداء؟ لنكن واقعيين، إن المرسوم التنفيذي لهذا القانون لم يخرج بعد، وبالتالي فإن تطبيقه مؤجل، وبالتالي لا يمكننا الحديث عن العقوبات حاليا وعلينا الانتظار· هناك من يرى بأن الجهات الوصية لم تتخذ لحد الآن إجراءات ردعية واضحة وحازمة، ما تعليقكم؟ دعني أقول فقط أن الحماية المرورية أصبحت اليوم عبارة عن سجل تجاري ليس إلا·